تؤلمنا الصلابة التي نخفي بداخلها كل شئ
بقلم محمود السنكري
في حياتنا، غالباً ما نقفز إلى الاستنتاجات ونحكم على الأشخاص دون تفكير كافٍ في الأمور بشكل صحيح. نغلق على أنفسنا أبوابنا قبل الوقت المناسب، نحن نعامل الناس بجدارة وبعدم اهتمام، ولكن في الحقيقة، نحن نشعر ونفكر في الأمور كثيراً أكثر مما نظهر. هناك الكثير من الصلابة والقوة والصمود التي نخفيها داخلنا تحت قناع البعد نحو العالم الخارجي.
من الصعب أن نكون صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين، لكن هذه الصلابة تترك آثارها على صحتنا النفسية والعاطفية. إنها تضر بنا، ولا سيما عندما لا تجلب لنا سوى العزلة والوحدة. إذاً، يجب أن نتعامل مع هذه الصلابة الباطنية بحذر ورعاية.
فلا يمكننا إنكار حقيقة أن الصلابة تسبب آلاماً داخلنا، فهي تسلبنا القدرة على الانفعال والتعاطف مع الآخرين. نعتقد أنه من الأفضل أن نكون أقوياء وقاسيين لحماية أنفسنا من الأذى والجروح، ولكن في الحقيقة، فإن الصلابة تنهش من داخلنا وتسبب آلاماً لا يمكن النظر إليها بشكل جدي.
عندما نخفي مشاعرنا ونسد جروحنا بالصلابة، فإننا نحرم أنفسنا من الشفاء والنمو الشخصي. يمكن أن يكون الألم والجروح هما الطريقة الوحيدة للتعافي والتطور، وبالتالي فإن من الأفضل أن نسمح لأنفسنا أحيانًا بأن نكون ضعفاء ومفتوحين للجروح والألم.
إن الاعتراف بألمنا وضعفنا ليس بالأمر السهل، فهذا يعني أننا نتنازل عن الصورة القوية التي نبنيها عن أنفسنا. لكننا يجب أن ندرك أن الشجاعة الحقيقية ليست في استمرارنا في تقديم هذه الصورة، بل في قبولنا للضعف وفتحنا للشفاء.
عندما نتيح لأنفسنا أن نكون ضعفاء وندرك أن الألم والجروح هما جزء لا يتجزأ من الحياة، نبدأ في معالجة هذه الآلام ونتعامل معها بشكل صحيح. وهكذا، نبدأ في التغلب على الصلابة التي نخفيها بداخلنا.
خلف كل شخص قوي وصلب، هناك قصة تحكي عن الألم والجروح والصراعات الداخلية التي مر بها. عندما نتقبل هذه الجوانب الضعيفة لأنفسنا ونتوقف عن الخفاء خلف الصلابة، لن نكون فقط أكثر صحة عاطفياً، ولكننا سنتعامل مع الآخرين بشكل أكثر تعاطفاً وفهماً.
إذاً، دعونا نتذكر أن الصلابة لا تعني القوة الحقيقية، بل القدرة على قبول ضعفنا والسماح لأنفسنا بالشفاء والنمو. لا تخفوا الآلام والجروح بشأنكم، بل تقبلوها وتعاملوا معها بشكل صحيح. قد يكون هذا الأمر صعباً، لكنه سيجلب لنا السعادة والشفاء الحقيقي.
تابعنا على جوجل نيوز
