اخبار مصر

الماء الذي تغسل

به القلوب

الماء الذي تغسل به القلوب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الماء الذي تغسل
اليوم : الثلاثاء الموافق 30 ابريل 2024
أحمده الحمد كله، وأشكره الشكر كله، اللهم لك الحمد خيرا مما نقول، وفوق ما نقول، ومثلما نقول، لك الحمد بكل نعمة أنعمت بها علينا في قديم أو حديث، عز جاهك، وجل ثناؤك، وتقدست أسماؤك، ولا إله إلا أنت، أشهد أن لا إله إلا الله شهادة أدخرها ليوم العرض على الله، شهادة مبرأة من الشكوك والشرك، شهادة من أنار بالتوحيد قلبه، وأرضى بالشهادة ربه، وشرح بها لبه، وأصلي وأسلم على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة، صلى الله وسلم على كاشف الغمة، وهادي الأمة، ما تألقت عين لنظر، وما اتصلت أذن بخبر، وما هتف حمام على شجر، وعلى آله بدور الدجى، وليوث الردى، وغيوث الندى، وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد، إن من مفاتيج الفرج هو التوكل على الله تعالى فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول.
“لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا ” رواه الترمذي وابن ماجه واحمد، وأيضا من مفاتيح الفرج هو التوبة والاستغفار، وإن الاستغفار هو الماء الذي تغسل به القلوب، لتزيل أوساخ وأقذار الذنوب، وهو النور الذي يمحو ظلمات العصيان فيرجع العبد إلي نور الرحمن، ليجعل له نورا يمشي به، ولذا كانت التوبة مفتاح كل فلاح فقال الله تعالى فى سورة التوبة”وتوبوا إلي الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون” فالاستغفار يستنزل به الرزق والغيث، فقد قال تعالى فى سورة هود ” ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلي قوتكم ولا تتولوا مجرمين” وقيل في الأثر من أكثر الاستغفار وفي رواية من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب”
ومن مفاتيح الفرج أيضا هو الإحسان إلى الضعفاء، فعن مصعب بن سعد قال رأى سعد أن له فضلا على من دونه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ؟” رواه البخاري، ولقد أصبح الغش عند كثير من البائعين إلا من رحم الله ركنا أساسيا يندر أن تجد بائعا غير غاش، فينبغي للإنسان في هذا الزمان الذي انتشر فيه الغش وعمّ وطمّ وقل فيه الخوف والضرب على أيدي الغشاشين أن يحذر منهم ويتحفظ في المعاملة معهم فإنهم بمثابة السّراق، وكثير من البائعين اليوم ممن لايخاف الله يحاول إخفاء العيب فى سلعته، فيجب علينا أن نبتعد عن الغش وعن التزييف وعن الخداع حتى نلقى الله وهو راض عنا، ونرى فى هذا الزمان الذى نعيش فيه أمور قد تفشت بيننا وتفاقمت بل واستفحلت وهذه الأمور قد نهى عنها رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم.
ونهى عنها ديننا الإسلامي الحنيف ومن هذه الأمور هو الغش والخداع والتدليس وهم كبيرة من كبائر الذنوب تدل على ضعف الإيمان بالله وقلة مراقبته والخوف منه في السر حيث يظهر فيه المتعامل غير ما يخفي ولذا فهو عمل من أعمال المنافقين الذين يظلمون الناس ويأكلون أموالهم بالباطل، وهذا العمل يؤدي إلى تقويض المجتمع وتفككه وخلخلة بنائه، لأن الثقة تفقد بين أفراده وكل مجتمع تكاثر فيه الغش والخداع والنصب والتحايل وعدم رعاية الأمانة فهو مجتمع يتأخر ولا يتقدم وتنخر فيه هذه الأمراض كما ينخر السوس في الخشب لأن هذا المجتمع يفقد أعز ما يملك وهو العدل الذي قامت عليه السماوات والأرض وأوجبه الله على عباده وجعله شعارا على الإيمان والأمن والسلوك والتعامل بين الناس.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار

أنت تستخدم إضافة Adblock

يجب عليك ايقافها لكي يظهر لك المحتوي