مقالات

أساس الحياة ومنطلق النجاح

أساس الحياة ومنطلق النجاح

بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : السبت الموافق 4 مايو 2024

أساس الحياة ومنطلق النجاح ، الحمد لله فتح باب التوبة للمذنبين، ووعد بحسن العاقبة للصادقين، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه وأستغفره، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وخليله إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد إنها أساس الحياة ومنطلق النجاح والطريق السليم للسير، لا يمكن لأي عمل أن يوفق إلا بها بعد الله تعالى، ولا تستقيم خطط وآمال إلا بإحيائها، حملها ثقيل وغير أنه لا بد منه ومسؤوليتها عظيمة لكنها ضرورة لحياة كريمة، بها نهضت شريعة الإسلام وعليها قامت معالمه وعلى ضوئها يعيش الناس فكيف لوفقدت؟ فإنها الأمانة أيها الأمناء، إنها الأمانة التي ناءت بحملها السموات والأرض والجبال.

 

فقال تعالي ” إنا عرضنا الأمانة علي السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا” والأمانة مع ثقلها إلا أنها ليست مستحيلة، بل تتوج بها عباد الله الصالحين حتى وصفهم الله بها فقال تعالى ” والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون” والتفت إلى هذا التناغم اللفظي والمعنوي بين الإيمان والأمانة، في قول الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم ” لا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له” رواه أحمد، والأمانة ليس لها حدود ولا لا ترتبط بعمل دون عمل ولا بوقت دون وقت ولا بشخص دون شخص و يكبر عليها كبير، ولا يستثنى منها غني أو فقير، أما كفينا عظة في أن نبينا المصطفي صلي الله عليه وسلم قد يسمى قبل بعثته بالصادق الأمين.

 

فلقد أتى المصطفي صلي الله عليه وسلم يهودي ليشتري منه ثوبين إلى الميسرة، فانتهزها اليهودي لينال من جنابه العظيم وقال قد علمت ما يريد، إنما يريد أن يذهب بمالي أو بدراهمي، فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم “كذب ، قد علم أني من أتقاهم لله، وأدّاهم للأمانة” رواه الترمذي، فما أعظم الشهادة في سبيل الله تعالى، وهو يفدي الشهيد دينه ووطنه بروحه غير أنه يحاسب على أمانته، فعن عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال “إن الشهادة تكفر كل ذنب إلا الأمانة، يؤتى بالرجل يوم القيامة، وإن كان قُتل في سبيل الله تعالى فيقال أد أمانتك، فيقول وأنّى أؤديها وقد ذهبت الدنيا ؟ فتمثل له الأمانة في قعر جهنم فيهوي على أثرها أبد البد” وليست الأمانة أمرا مندوبا أو نفلا، بل إن أداءها على وجهها أمر واجب حتمي، ألم نقرأ قول الله تعالي.

 

” إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلي أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا ” وليست الأمانة أمرا مستغربا على النفوس لا تعرفها إلا من دينها، بل هي فطرة فطر الإنسان على معرفته، غير أنه مرة يوافقه ومرة يخالفه ولكلٍ جزاء، ويا لمحبة الله تعالي لصاحب الأمانة التي يرعاها في نفسه وأهله وعمله ووقته وفي كل شيء، فإنها محبة الله لا شيء أغلى منها، ولا يستحقها إلا الأمين، قال الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم “من سرّه أن يحبه الله ورسوله فليصدق حديثه إذا حدّث، وليؤد أمانته إذا ائتمن” رواه البيهقي، فإن الأمانة مقياس العمل الجاد الناجح حينما تقترن بالقوة، فقال تعالي ” إن خير من استأجرت القوي الأمين ”

 

إنها الأمانة التي كان يودع بها النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم أصحابه وجيوشه فيقول لهم “استودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم” رواه أبو داود، فإنها الأمانة التي كان يعلي بها شأن حذيفة فيقول المصطفي صلي الله عليه وسلم ” إن لكل أمة أمينا وإن أميننا أيتها الأمة أبو عبيدة بن الجراح” رواه البخاري.

أساس الحياة ومنطلق النجاح

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار

أنت تستخدم إضافة Adblock

يجب عليك ايقافها لكي يظهر لك المحتوي