مقالات

الدكروري يكتب عن ثمرة روية النبي

الدكروري يكتب عن ثمرة روية النبي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد حرص رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم،على مشاركة أصحابه في أمور الحياة حتي في الشدة والألم والجوع، فقد دعاهم وهم يعانون الجوع في الخندق إلى الطعام الذي جهزه له جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، ليشاركوه فيه رغم قلته، فقال النبى محمد صلى الله عليه وسلم ” يا أهل الخندق، إن جابرا قد صنع لكم سورا فحى هلا بكم ” وينبغي علينا جميعا أن نعلم أن للقلب عبادات هي محل نظر الله عز وجل فإن الله لا ينظر إلى أجسامكم، ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم، فعبادات القلب هي أعظم العبادات، فهي أعظم من عبادات الجوارح وأشد فرضية منها، بل ومستحب عبادات القلوب أعظم من مستحبات عبادات الجوارح، وكيف لا تكون كذلك وإنما الجوارح تعمل بما تمليه القلوب. 

 

فإنما الأعمال بالنيات، وبهذا تمحض الإيمان، وفارقوا أهل النفاق والعصيان، والمسابقة والمسارعة إلى الله تعالى، تكون بالقلوب قبل الأبدان، وأعظم ما تملأ به قلبك، وهو أشرف أعماله إيمان بالله، وأصله تعظيم الخالق مع المحبة له راجيا خائفا منه، وتوضح سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، جماليات أثمرت زهورا في تاريخ الدولة الإسلامية في المدنية المنورة، فبعدما استقر حال النبى صلى الله عليه وسلم، وصحابته رضي الله عنهم، والمسلمين عامة، اشتاقت قلوبهم إلى ديارهم المكية، وتاقت نفوسهم إلى ذكريات مكة الأم، فهذا النبي الكريم يريه الله، عز وجل رؤيا حق في منامه ثمثلت في أنه كان يشد رحاله معتمرا مع أصحابه إلى مكة المكرمة، ويطوف بالكعبة المشرفة. 

 

فأخبر أصحابه بذلك، وأمرهم أن يتأهبوا لشدّ ركاب السفر إلى مكة المكرمة، فتجهزوا للرحلة، واستخلف على مدينة ابن أم مكتوم رضي الله عنه، آخذا معه أم المؤمنين أم سلمة رضى الله عنها، وانطلقوا إلى العمرة في ما يفوق ألف رجل دون سلاح الحرب، وبسلاح السفر فقط، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم، في السنة السادسة من الهجرة خرج من المدينة إلى مكة زائرا بيت الله الحرام، معتمرا وليس في نيته غدر ولا قتال، فكانت هى بيعة الرضوان التي حدثت في أثناء صلح الحديبية، وسبب هذه البيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم، قد أرسل الصحابى الجليل عثمان بن عفان رضي الله عنه، إِلى قريش، ليخبرهم أنه إنما جاء معتمرا لا محاربا، فاحتبسته قريش عندها مدة، فأشيع بين المسلمين. 

 

أن عثمان رضي الله عنه، قتلته قريش، فدعا النبى صلى الله عليه وسلم، الصحابة الكرام إِلى قتال قريش انتصارا لعثمان، فبايعوه على قتالهم، وعلى الصبر، وعدم الفرار، لمفاوضتهم على الصلح، وإخبارهم بأنهم يقصدون العمرة وليس القتال، تأخر عندها عثمان، وكانت قريش قد احتبست عثمان كنوع من الضغط والتهديد بعدما عرضوا عليه أن يطوف في الكعبة، ورفض الطواف إلا برفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد إشاعة قتله بين المسلمين، كان أول من بايعه هو الصحاى أبو سنان الأسدي، ولم يترك مبايعة النبي صلى الله عليه وسلم، إلا رجل واحد من المنافقين واسمه جد بن قَيس، وهذه البيعة تسمى بيعة الرضوان، وتعرف بيعة الرضوان، بانها مبايعة الصحابة للرسول صلى الله عليه وسلم، في عام الحديبية، على أن يقاتلوا قريشا، وأن لا يتركوا القتال ولا يفروا منه ويجاهدوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى الشهادة.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار

أنت تستخدم إضافة Adblock

يجب عليك ايقافها لكي يظهر لك المحتوي