مقالات

الدكروري يكتب عن النعمان مع مالك في عين التمر بقلم/ محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن النعمان مع مالك في عين التمر

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

 

قيل أن النعمان بن بشير أنه سمع الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان يقول لأصحابه أما من رجل أبعث معه بجريدة خيل حتى يغير على شاطئ الفرات يرعب بها أهل العراق؟ فقيل قال له النعمان ابعثني، فإن لي في قتالهم نية وهوى، فقال معاوية فانتدب على اسم الله، وقد دنا النعمان بن بشير من عين التمر وهو يستعد للهجوم عليها ومعه ألفا رجل، وكان مع مالك بن كعب الأرحبي، وهو عامل الإمام علي عليها ألف رجل قبل أن يدنو النعمان من عين التمر، ولكن مالك أذن لهم بالرجوع إلى الكوفة ولم يبق معه إلا مائة رجل أو أقل من هذا العدد، وعلم مالك بدنو النعمان بألفي رجل، وكان الفارق كبيرا جدا بين أصحاب مالك وبين جيش النعمان الذي يزيد عدده بعشرين ضعفا على عدد أصحاب مالك.

 

وإذا أراد مالك المواجهة فإن كل رجل من أصحابه عليه أن يواجه عشرين رجلا من أتباع النعمان, فكتب مالك إلى الإمام علي بذلك ولما وصل كتاب مالك إلى الإمام على رضى الله عنه، فقيل أنه دعا الناس إلى نصرة مالك وقال لهم “يا أهل الكوفة انتدبوا إلى أخيكم مالك بن كعب، فإن النعمان بن بشير قد نزل به في جمع ليس بكثير فانهضوا إليهم لعل الله أن يقطع بكم من الظالمين طرفا” ثم أرسل الإمام على، عدي بن حاتم مع سرية من جيشه لنصرة مالك، وما إن سار عدي حتى وصلت الأخبار إلى أمير المؤمنين على بن أبى طالب، بهزيمة النعمان قبل وصول عدي إلى عين التمر، وكان لما أحاط النعمان بعين التمر قرر مالك قتاله حتى الموت وراح يشجع أصحابه على القتال ويحثهم على الصبر واليقين والثبات. 

 

والحق الذي هم عليه مع أمير المؤمنين، وكان مالك من الشجعان الأبطال فلم يبال بكثرة عدوه وقلة من معه, بل حث أصحابه على القتال وهم يواجهون جيشا يفوق عددهم بعشرين ضعفا, ثم أرسل أحد أصحابه إلى أطراف عين التمر لعله يجد من أصحاب أمير المؤمنين على، من ينضم إليهم لمواجهة جيش النعمان فوجد مجموعة من الفرسان فدنا منهم وكان على رأسهم مخنف بن سليم وهو من أصحاب الإمام على، المخلصين، وقد جاء على أرض الفرات إلى أرض بكر بن وائل لجمع الصدقات فاستغاثه, وكان مع مخنف رجال كثر فأرسل معه خمسين رجلا منهم بقيادة ابنه عبد الرحمن فوصلوا سريعا فوجدوا أن النعمان أحاط بجيشه أصحاب مالك الذين استماتوا في الدفاع عن المدينة رغم قلتهم, وقد أنهكتهم كثرة العدو. 

 

وقاتلهم مالك بن كعب وأصحابه إلى العصر وقد كسروا جفون سيوفهم واستسلموا للموت, فلما رأى أتباع النعمان عبد الرحمن ومعه خمسون رجلا ظنوا أن وراءهم جيشا، فانحازوا عنهم وخافوا من هذا الهجوم المباغت الذي قام به عبد الرحمن عليهم فلم يشعروا إلا وقد هجمت عليهم الفرسان فاقتتلوا وحجز الليل بينهم وهم يظنون أن هؤلاء الفرسان هم مقدمة لجيش سيأتي بعدهم مددا، فاتخذوا الليل ستارا للانهزام, ولو أبطأ عبد الرحمن بن مخنف عن مالك وأصحابه لقتلوا جميعا فمجيء عبد الرحمن في تلك اللحظة أثار حماس مالك وأصحابه أكثر فهجموا عليهم هجمة رجل واحد وأخرجوهم من القرية وقتلوا منهم وجرحوا وهكذا باءت هذه الغارة وأصحابها بالفشل.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار

أنت تستخدم إضافة Adblock

يجب عليك ايقافها لكي يظهر لك المحتوي