مقالات

الدكروري يكتب عن الصدق في تطبيق الإسلام

الدكروري يكتب عن الصدق في تطبيق الإسلام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

إن الصدق في الوعد مع الله عز وجل، ومع الناس مطلوب، والصدق في تطبيق الإسلام، بأن تطبق الإسلام في نفسك وبيتك وعملك ومجتمعك، وهذا لا يكون إلا بالتقوى، لذا قرن الله بين الصدق والتقوى، وقال تعالى فى سورة التوبة ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين” ويكفي أن نعلم أنه في يوم القيامة لا ينفع العبد وينجيه من عذاب النار إلا صدقه، فقال تعالى فى سورة المائدة ” قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ” وأما جزاؤهم، فكما قال تعالى فى سورة المائدة ” لهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا رضى الله عنهم ورضوا عنه ذلك الفوز العظيم ” وهذه حقائق يجب إدراكها، ويجب علينا أن نتعرف عليها، وأن نعيشها، وأن يدخل كل منا في نفسه، وأن يتهم كل منا نفسه، فما لم نتهم أنفسنا، فنحن على خطر عظيم، ولسنا بصادقين في إيماننا. 

 

لذا قال أحد السلف “لا يشم رائحة الصدق عبد داهن نفسه أو غيره” وإن الكثير منا يدعي الإيمان بالله تعالى قولا باللسان، ولا ترى في حياته التزاما بكتاب أو سنة، وهما الدليل والبرهان الساطع لاستقامته على طريق الرشاد حقا، وإننا لا نشك البتة أن المسلم منا قد آمن بالله ربا، وبمحمد نبيا ورسولا، وبالإسلام دينا، ولا نشك البتة وحاشا لله أنه يؤمن بأن الله تعالى هو الرب الجليل، وهو العبد الذليل، وأن الله جل في علاه الخالق الباري، المحيي المميت، الحي القيوم، السميع البصير، الواحد الأحد، الفرد الصمد، له الأسماء الحسنى، وليس كمثله شيء، ويؤمن بالكتب والرسل، والملائكة والجنة والنار، والقدر خيره وشره، فكل هذا وغيره لا شك في إدراك المسلم له، وينطق بها لسانه حقا، ولكن هل المسلم منا مؤمن بالله تعالى بصدق، أى عملا بالجوارح والأركان. 

 

لا قولا باللسان والكلمات فقط؟ وهل نحن مؤمنون حقا بالله تعالى ولا نخاف ولا نخشى إلا إياه جل في علاه؟ أو بعبارة أخرى أكثر بيانا وتوضيحا، هل يستشعر المسلم منا عظمة الله في نفسه التي بين جنبيه ويستقيم على طريق الحق؟ وهل يستشعر حقيقةَ عبوديته لله جل في علاه في علاقته مع عباد الله؟ فإن في هديِ نبينا صلى الله عليه وسلم تطبيقا عمليا لحقيقة الإيمان الصادق بالقول والعمل دون تعارض بينهما، وحقيقة العبودية لله جل في علاه في أسمى صورها، وكما يحب ربنا ويرضى، فليتأمل المسلم بعقله وقلبه ما نطرحه هنا من هدي نبينا في صدق الإيمان بالله تعالى، بالقول باللسان، والعمل بالجوارح والأركان، ثم يجيب عن نفسه بكل صراحة ووضوح هل يؤمن بالله حقا وصدقا أو أنه قد حاد عن الطريق المستقيم؟ وفي حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه قال. 

 

وكانت لي جارية ترعى غنما لي قِبل أحد والجوّانية، فاطلعت ذات يوم فإذا الذئب قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجل من بني آدم، آسف كما يأسفون، لكني صككتها صكة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعظم ذلك عليّ، قلت يا رسول الله، أفلا أعتقها؟ قال “ائتني بها” فأتيته بها، فقال لها ” أين الله؟ ” قالت في السماء، قال ” مَن أنا؟” قالت أنت رسول الله، قال ” أعتقها فإنها مؤمنة” ومما لا يغيب عن فطنة المسلم اللبيب أن النبي صلى الله عليه وسلم أدرك أنها مؤمنة حقا وصدقا، وليس مجرد قول باللسان، كما هو لسان حال أهل هذا الزمان، إلا مَن رحم ربى، لأنه صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى كما قال تعالى ” وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى” وهذه الجارية في حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه لم تكن مؤمنة كرجال ونساء هذا العصر، إلا مَن رحم ربي. 

الدكروري يكتب عن الصدق في تطبيق الإسلام

الدكروري يكتب عن الصدق في تطبيق الإسلام

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار

أنت تستخدم إضافة Adblock

يجب عليك ايقافها لكي يظهر لك المحتوي