قصة قصيرة
دموع بطعم الأبتسامة
بقلم محمد عبد القادر العشيري
تعودت أن تجده على المدخل الجانبى للكلية حاملا بعض من علب البسكوت والمناديل الورقية كانت تنظر اليه مليا تلمح في وجهه أبتسامه لكن تشوبها علامات حزن دفين يوم بعد يوم كانت تشتري منه دون حاجة إلى ما تشتريه كان ينتظرها لا لتشترى منه إنما ليجد في عينيها ابتسامة صافيه بلا تعالى عليه أو أحتقار منها له توطدت العلاقة بينهما بلا كلمة واحدة من كليهما إلا أبتسامات أنسانيه صافية بسمو قلبيهما وفي يوم جلست بجواره على حجر كبير يجلس عليه كلما حل به التعب وأخرجت ما في حقيبتها لتجلس مع حوده اسمه كما عرفته عندما نادته تعالى نفطر سوا فرد عليها الحمد لله فطبطبت عليه تعالى هو أنته أسمك أيه حوده يا هانم فردت عليه أنا بثينه مش هانم ناديني بثينه أناديك حوده فضحك بصوت مسموع علشان أبيع لازم أنادي على الكل يا هانم أو بيه فضحكت هى الأخرى بصوت مسموع أعلى منه فقالت له يا حوده أنا بثينه قول بثينه عشر مرات لا و بالأمر تأكل الأكل كله فقال لها نأكل سوا ممكن يا هانم ضحكت وقالت له أنا مش ها زعلك المره ديه وبس بعد كده مش أأقبل منك كلمة هانم تانى ضحكوا وجلسوا وتناولوا الطعام وببساطته جرى حوده جاب أتنين شاى وصايه على حسابه ضحكت بثينه وتناولت الشاى برضا ونفس صافية ومرت الأيام وأصبح حوده كالأبن البكرى لبثينه تدلعه دلع الأم لأبنها بعدما علمت منه سبب خروجه من المدرسة وجريه فى الشوارع لبيع المناديل الورقية أم مريضه وأخت طفله وقد أصبح مسئول عنهم بعد وفاة الأب دمعت عينها مرة واحدة ولكنها قررت ألا تريه دموعها مره أخرى زارت أمه دون علمه بعدما عرفت عنوانها منه ومدت يد العون لها دون أن تجرحه كانت سعاده الأثنين أن ترى هى أبتسامة في عينه وهو أن يرى رضا منها عليه حتى إنها أصبحت تعلمه الكتابة في وقت فراغها وبين المحاضرات وعملت جروب خاص أطلقت عليه جروب أحبة بثينه كانت مهمة هذا الجروب تعليم حوده القراءة والكتابة فقد أصبح تحدى منها للزمن ولكن أنطفأت الأبتسامة في عينى حوده عندما علم أن بثينه أصيبت في حادث وأن حياتها في خطر فما كان منه إلا أن ألقى كل بضاعته لزميل له وجرى مسرعا مشيا على الأقدام من جامعة القاهره إلى القصر العينى الفرنساوى وقف بجوار الباب باكيا بعدما رفضوا السماح له بالدخول إلا بعد سداد تذكرة بخمسة جنيهات وأين هي الخمسة جنيهات . عن بعد جاء رجل الدموع تملأ عينه طبطب عليه سائلا
تابعنا على جوجل نيوز
