11/11 بين الوهم والحقيقة

11/11 بين الوهم والحقيقة
11/11 بين الوهم والحقيقة
دعوات للتظاهر 11/11، لايعرف أحد مصدرها، أو من هو أول من دعا لها، لكن المهم أن هذه الدعوات ليست مصدرها الداخل، وهو ما يعني افتقاد الدعوة لقوتها وإمكانية حدوثها واقعيا، ولهذا تبدو أجهزة الدولة في حالة هدوء وثقة، في مواجهة هذه الدعوات، لكن ما أخذ في الإعتبار الحيطة الكاملة لمواجهة أي تخريب محتمل، وعلى الشعب أن يكون يقظا ولاينساق خلف هذه الدعوات المشبوهة، ويكون رأس حربة في تحقيق أهدف بعض المغرضين، للنيل من أمن مصر وقوتها الإقليمية، خاصة أن ما يحيط بنا خطير، من أوضاع إقليمية متأزمة وغير مستقرة، ومع أي قلاقل داخلية قد تهتز مصر بقوة.
الحقيقة أن هذه الدعوات الداعية لخروج الشعب، من أختار توقيتها لايفهم سيكولوجية الشعب المصري بدقة، ومتى يتحرك ومتى لايتحرك، وهناك من الشواهد الكثير على مر التاريخ، فالمصريون ليسوا بالسذج لينساقوا وراء اي تحركات لايعرف من ورائها، ليس الهدف منها سوى زعزعة استقرار الوطن والنيل من مقدراته، دون تحقيق أي نتيجة، سوى خلق مزيد من الأزمات، التي تعرقل تقدم البلد، حتى لو كان هذا التقدم يسير ببطء، فالأهم أن تبقى الأمور هادئة دون إثارة، وهو ما يريده الشعب الآن، بأن يبقى على هذا الهدوء، وخلق أجواء يمكن معها تحقيق بعضا من أهدافه.
مصر عبر تاريخها، شعبها هو من يصنع الحدث والتغيير إذا أراد، والوقت والزمان الآن ليقدما ما يؤكد على أن مصر في حاجة لتغيير، في ظل نظام سياسي مستقر، يصير بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافه، حتى لو واجه بعض العراقيل، التي أوجدتها بعض النزاعات الدولية والإقليمية، ليس لنا يد فيها، كما سبق كل ذلك أزمة كورونا، التي تسببت في مزيد من الركود الإقتصادي العالمي، وكان بشكل أو بآخر أن يتسبب كل ذلك في عرقلة المسيرة، وتوقف بعض جوانبها، ومع كل ذلك تعمل حكومة الدكتور مصطفى مدبولي على إيجاد الحلول الناجحة لكل أزمة وجدت، ورمت بأثارها على الشعب، ودائما ما ياتي التحرك في إطار ما يعانيه الإقتصاد المصري من أزمة يعاني كل العالم منها، ونجحت الحكومة في وقف غول ارتفاع الأسعار لبعض السلع، والبعض الآخر تحكمت فيه آلية السوق والأسعار العالمية، إلا أن الوضع المعيشي في مامن.
الفشل بالتأكيد سيكون حليف أي دعوات للخروج إلى الشارع، فلا يوجد ما يدفع لذلك، فنحن في مأمن معيشي مقبول، علاوة على أن الشعب وعى الدرس جيدا، من تجارب سابقة، لم يجني من ورائها سوى الخسارة تلو الخسارة، حتى أن الأغلبية نادمة على ما سبق وأقبلت عليه على مدار عقد فائت من الزمن، وبات أمر التظاهر الآن مرفوض، فهذه الدعوات تحمل بعض الخصوصية مقارنة بدعوات مماثلة سابقة، حيث تتزامن مع وجود عدد من زعماء العالم للمشاركة في قمة المناخ بمدينة شرم الشيخ، وتأتي في وقت يعاني فيه المصريون من تزايد أعباء المعيشة، إلا أنهم متفهمون لوضع بلدهم وما يمر به من فترة حرجة، وليست فشلا كما يصوره البعض بشكل دائم، وحضور زعماء العالم للمشاركة في قمة المناخ الآن، جاء أكبر رد على المشككين في أن الشعب المصري سيخرج في مظاهرات ضد النظام الحاكم، بل سيعضد الشعب من موقف النظام ويبقى على دعمه المستمر ليعبر الجميع إلى بر الأمان.
عاشت مصر للمصريين
11/11 بين الوهم والحقيقة