وداعاً ٠٠ الشاعر الغنائي

وداعاً ٠٠ الشاعر الغنائي و صاحب أشهر فوازير رمضان /بخيت بيومي ” ١٩٤٢ – ٢٠٢٤ م ”
بقلم : السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – باحث و كاتب و تربوي مصري ٠
————————————–
((( شاعر الرصيف / بخيت بيومي )))
و قد جاء في ضمن وصيته أن يكتب على قبره:
“هنا يرقد شاعر الرصيف بخيت بن بيومي”.
٠٠٠٠٠
و قال عندما تم تكريمه في وزارة الثقافة :
“أخيرا بيكرموك يابخيت.. 60 سنة في الفن بتفن ولا بتون وللجمال بتحن.. وده كله بس اكمن بتحب واتحبيت.. في بحور الكلام عديت وبعد ما عديت.. وكتبت ما خليت.. وفوت في العفاريت والخونة والهلافيت.. وبالأمان حسيت.. أخيرا بيكرموك يا بخيت”.
٠٠٠٠٠
و قد نعت الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، الشاعر بخيت بيومي حيث قالت :
” فقدنا اليوم شاعرًا غنائيًا متفردًا أثرى الحياة الفنية والغنائية بالعديد من الأعمال الخالدة لكبار مطربينا، وشكلت مؤلفاته جزءًا من ذاكرتنا ورحل تاركًا مكتبة تحوي إرثًا لن يمحى ” ٠
٠٠٠٠٠
رحم الله شاعرنا بخيت بيومي الذي تفتحت عليه ملامحنا الوجدانية من خلال بواعث كلماته التي تعانق حياتنا اليومية و بيئة الريف فصورها بهمومها و أحلامها في مصداقية مؤثرة هكذا ٠٠
كنا ننتظر فوازير رمضان و أغاني المسحراتي و ها هو يرحل مع موعد شهر رمضان المعظم ٠٠
و من الطرائف عندما كنت في القاهرة عام ١٩٧٨ م ٠
قادما من كفر الشيخ إلى محطة رمسيس كان يصعد القطار أو الحافلة بعض الشباب معهم حل الفوازير مصورة في ورقة لمن يريد أن يشتريها ب ربع جنية ٢٥ قرشا كي يسجل خطاب ويرسلها إلى الإذاعة ليفوز بجائزة فوازير بخيت بيومي و كنا نسارع و نفعل ٠٠
و نستمع إلى أعمال في وسائل الإعلام حيث لا توجد فضائيات اللهم إلا الإذاعات و الأبيض و الأسود ٠٠
كما يعد بخيت بيومي أحد أهم وأكبر الشعراء الغنائيين الذين شهدتهم مصر مع بيرم التونسي و صلاح جاهين و فؤاد حداد و الأبنودي و حسين السيد و غيرهم كثيرون ٠

و من أهم ما ألّف “بيومي” مسلسل “المسحراتي” عام 2003، ومسلسل “سر الأرض” الشهير، ومسلسل “فرح وفرق المرح” عام 2010، بجانب أشعاره الشهيرة في الفوازير الرمضانية عام 1979 في فوزاير “أنا وأنت فزورة”، كما كتب الفوازير للفنانة نيلي لمدة 17 عامًا ٠

* نبذة عنه :
وُلد بخيت بيومي في 18 يونيو 1942 بمحافظة الدقهلية مركز شربين جمهورية مصر العربية ٠
وقد حفظ القرآن الكريم منذ صغره حيث حصل على الثانوية اﻷزهرية، في عام 1960 من المنصورة.

وبدأ شاعرنا بخيت حياته مدرسًا في إحدى المدارس الخاصة، ثمّ خطاطًا واتجه لكتابة اﻷغاني، كما كتب الفوازير لمدة 17 عامًا متواصلة، والتي كانت بطلتها وقتها الفنانة نيللي، كما كتب فوازير عن المشاهير والأنبياء والرسل.

و ظل حريصا على التعامل مع البسطاء وكان يلتقي بهم و يعمل على توفير و تلبية احتياجاتهم و لا سيما الخدمات و الأشياء الضرورية و المساعدات المعنوية و المادية معا ٠
و من المعروف عنه أنه يكتب أشعاره بخط يده الجميل الأنيق في لوحات تنطق شعرا حتى فارق عالمه في هدوء ٠٠
صباح يوم الثلاثاء في السابع و العشرين من فبراير ٢٠٢٤ م و تم دفنه عصرا ، و ذلك مع اقتراب شهر رمضان الذي كان يتجلى فيه مع الفوازير التي تضيف معلومات قيمة أضف إلى مناجاة ليالي المسحراتي كل في ربقة صوفية إشراقية ٠٠

و أقرب القصائد إلى قلبه تلك القصيدة الرائعة التي أهداها إلى كل فنان يعاني فى مقتبل حياته حتى يضيف جديدا للفن وكانت موسوعته الشهيرة الحريف دلالة على ذلك، حيث قدمها بإهدائه وقال فيها: “إهداء إلى واحد صاحبي كان فنان ومات.. كان فى أي قهوة بلدي ينام يبات، يوم ما مات يوم ما عزل من سكات”.وعرف “بيومي”، بكونه صاحب الألف فزورة والألف موال ٠

وظل عاشقا للعيش بمدينة المنصورة محافظة الدقهلية والذي وفاته المنية بها ودُفن بين أهله في مسقط رأسه ٠
عن عمر ناهز ٨٢ عاما كما ظل يعطي قرابة ٦٦ عاما من العطاء و الإبداع يعبر عن الواقع و البسطاء في روح مصرية عربية بطعم الفكاهة الساخرة تصويرا فيه نظرة و براعة ٠
* مع مشواره الفني :
بدأ الراحل حياته فى الإذاعة مع محطة الشرق الأوسط بإعداد المادة التي تقدم لضيوف البرامج، والتي كشف الراحل أنه تعلم الإعلام فيها على أيدى كبار إعلاميها كـ سناء منصور وإيناس جوهر ولطيفة الشافعي وصديقة حياتي وجميعهم أثروا إذاعة الشرق الأوسط وتركوا بصماتهم الموجودة حتى الآن .
وتعد أولى الفوازير التي قدمها الراحل بخيت بيومي عبر إذاعة الشرق الأوسط مع المخرج الإذاعي الراحل حسني غنيم والتي قدمها الفنان الراحل محمود شكوكو فى أواخر السبعينيات.
ويعد بخيت بيومي أول من كتب التأليف الغنائي بكامل فصوله، وطوال رحلته الطويلة مع الشعر والفن ظل يكتب الفوازير لمدة ١٧ عامًا متواصلة، وكانت بطلة الحلقات الفنانة نيللي.
وكان بخيت بيومي أول من أدخل الثقافة في الفوازير، فكتب فوازير عن الأنبياء والرسل، وكتب فوازير أهم ما يميز المشاهير، وضرب مثلًا على ذلك بالقصيدة التي كتبها في المنديل الذي كانت تمسكه سيدة الغناء العربي أم كلثوم.كما كتب الكثير من الأغنيات، منها “جيت في وقتك يا حبيبي” للفنانة الراحلة وردة، و”إزي الصحة” للفنان الراحل محمد العزبي، و”بادوب في هواه” للراحلة صباح.وألف للفنان الراحل فؤاد المهندس ست أغاني لمسلسلات إذاعية في السبعينيات وكتب الأغنية والمنولوج والبرنامج الرياضي في صوت العرب لمدة ست سنوات وعمل حوالي 15 حلقة من مسلسل سر الأرض و66 مسلسلا إذاعيا وتلفزيونيا، ومن أشهر ما كتب مسلسل “أهلا بالسكان وكسبنا القضية وغدًا تتفتح الزهور” التي اشتهرت بأغنية محمود يس “حلوة يا زوبة”.

و تم تكريمه يومين في مهرجان الموسيقى العربية في دورته الـ29، وذلك عن مجمل أعماله التي امتدت على مدار عقود، حيث أثرى الشاعر الدراما المصرية والعربية بأعمال فنية وأغانٍ كثيرة.
و من ثم قال :
“أخيرا بيكرموك يابخيت.. 60 سنة في الفن بتفن ولا بتون وللجمال بتحن.. وده كله بس اكمن بتحب واتحبيت.. في بحور الكلام عديت وبعد ما عديت.. وكتبت ما خليت.. وفوت في العفاريت والخونة والهلافيت.. وبالأمان حسيت.. أخيرا بيكرموك يا بخيت”.

يقول الشاعر بخيت بيومى في مواله :
لو النوايا طيبة والنية صافية لبن حليب والضمير معدول

لا بيّنا تحصل قساوة وعداوة ومعارك ولا قاتل ولا مقتول

وان رحت كده أوكده لا تلاقي ف طريقك نكد ولا باب أمل مقفول

والدنيا تفرح لك والنخل يطرح لك أحلي بلح رطب زغلول

أمانة يا نايمين في العسل مهما حصل اسمعوا قولي

النوايا الطيبة سلامه توصَّل صاحبها لبر الأمان علي طول ٠
رحم الله شاعر الرصيف بخيت بيومي صاحب الفن الجميل من شعر غنائي اجتماعي سياسي و فوازير رمضان و الحكايات و المسلسلات ٠٠
فقد ترجم وأرخ تراثنا الأصيل و من ثم تظل أعماله خالدة ٠٠
و روحه في سجل الخالدين ٠