قانون السببية .. في فلسفة هيوم

قانون السببية .. في فلسفة هيوم

د.عبدالواحد الجاسم 

قانون السببية .. في فلسفة هيوم

السببية :

 مصطلح هو لكل حادثة سبب معين لحدوثها

مثال

عند مشاهدة الحديد يتمدد نعرف ان سبب تمدده الحراره

والامطار سببها الغيوم . . الخ

فلكل حادثة لابد من وجود سبب ، وعلى هذا الاساس تقاس كل الحوادث .

*

 السببية أمر عقلي او تجريبي

 هل هي قانون من قوانين العقل مثل قانون (عدم التناقض ) ، او السببية قانون تجريبي عرفناه من خلال التجربة ؟

*

 اختلفت الآراء حول السببيه

الراي الاول

  ان السببية أمر عقلي وليس له علاقة بالتجربة .

 الراي الثاني

 ان السببية امر تجريبي وليس عقلي .

مثال

عند وضع ورقه في النار فهي تحترق.. اذن النار السبب والاحتراق نتيجه وكلما تكررت التجربه تظهر نفس النتيجه

من يؤمن بمبدأ السببية يؤكد ان العقل توصل الى علاقة ضرورية وحتمية بين السبب والنتيجة ؛ يعني العقل يحكم بضرورة احتراق الورقة كلما وضعناها في النار ،

 *

 رأي ديفيد هيوم

لاتوجد علاقة ضرورية وعقلية بين السبب والنتيجة

ليس بالضروره تحترق الورقه بالنار قد تحترق وقد لاتحترق لايوجد حكم عقلي يمنع هذا الشيء ، حيث ليس حكما عقليا كل ورقه نضعها في النار تحترق .

هيوم يقول :

 نحن نري الحديد يتمدد بالحرارة ، فتصورنا ان هناك علاقة عقلية ضرورية بين الحرارة وبين تمدد الحديد ، لازم تكون الحرارة هي السبب الذي يجعل الحديد يتمدد ،

  بالحقيقة لاتوجد علاقة ضرورية بين التمدد والحرارة ، وإنما هي العادة التي جعلتنا نتصور العلاقة الضرورية .

قد لايتمدد الحديد عند وضعه في النار والعقل لايمنع ذلك

 وهذا الراي يتبناه الفيلسوف الغزالي كذلك

*

رأي الغزالي بقانون السببيه

هناك نوعين من السببية :

 السببية بالمعنى الخاص ،

 السببية بالمعنى العام .

السببية بالمعنى الخاص

  تحديد السبب المعين للنتيجة المعينة

 يحدد ان الحرارة هي سبب الاحتراق

السببية بالمعنى العام

 فهي لاتحدد سبب معين لحادثة معينة ، وإنما بصورة عامة

 لكل حادثة سبب ، لكن هذا السبب غير محدد

 فالغزالي يتفق مع هيوم بنفي السببية بمعناها الخاص ، ويختلف معه بالسببية بمعناها العام .

*

الغزالي

 لايوجد ربط عقلي بين الأحداث ، يعني لاتوجد علاقة ضرورية بين التمدد والحرارة ،

 يؤمن بوجود سبب رئيسي هوالذي يجعل الحوادث مترابطة بينها ، وهذا السبب الرئيسي هو الله

بينما هيوم ينفي جميع الأسباب ، فيقول لايوجد ترابط ضروري بين الاحداث بعضها مع بعض ، وكذلك لايوجد ربط بين مجموع الأحداث وبين سبب رئيسي مثل الله .

معنى كلام هيوم ، أن قانون السببية ليس عقلي وإنما تجريبي ، وبالتالي فلا يكون مضمون العواقب ،

مثلا الشمس تتوقف عن الشروق او الماء يفقد خاصيه اغراق الاجسام … الخ

*

رد بعض الفلاسفه على هيوم

 مبدأ السببية لها حالتين

اولا :

حاله تجريبية (تمدد الحديد بالحرارة) وهذه الحاله لانستطيع استخراج مبدأ السببية منها .

ثانيا :

حاله عقلية ، ناتجة من تكرار الحالة التجريبية

عندما نكرر وضع الحديد بالنار ، ونرى يتمدد بالحرارة ، تكرار هذه العملية مئات وآلاف المرات تكون ملازمة بالعقل بين الحرارة والتمدد ، هذه الملازمة هي قانون عقلي نابع من التجربة ، وبالتالي قانون السببية عقلي من ناحية ، وتجريبي من ناحية أخرى ؛ وهيوم ينفي الحالة التجريبية من مبدأ السببية، والآخرين يثبتون الناحية العقلية من مبدأ السببية .