أخبار عالميةمقالات

سياسة الفكر الصهيوني

سياسة الفكر الصهيونيسياسة الفكر الصهيوني

كتب ا. معتز متولي

تشهد القرون الأخيرة من هذا الزمان محاولات إسرائيلية تستهدف تحويل الصراع العربي الإسرائيلي من صراع سياسى حول حقوق العرب في إسترداد أرضهم المحتلة إلى صراع فكرى يستهدف ثقافتنا من خلال إعلان شأن الثقافة اليهودية وتشويه شأن الثقافة العربية الإسلامية.

الصهيونية حركة عنصرية تقوم على العدوان والإستيطان وتشكل تهديدا خطيرا على الفكر العربي الإسلامى حتى يتحقق هدفها الأساسي وهو إنشاء إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، ولكى تحقق الصهيونية أهدافها جندت الكثير من العلماء والمفكرين وأصحاب المال والنفوذ، من اليهود في العالم وفي إسرائيل لدراسة الفكر الثقافى العربي الإسلامي وفهم الواقع العربي والإسلامي ونظمه وأساليب الفكر والحياة فيه لتحقيق سياسة ثقافية تهدف إلى إضعاف الثقافة العربية الإسلامية والتشكيك في قيمها بإثبات فضل الفكر الثقافى الصهيوني وأنه في نظرهم مصدر الثقافة الإسلامية الأول.

إستطاع رجل المال اليهودى البريطاني مونتفيورى بعد شراء أراضٍى بالقرب من القدس ويافا من إنشاء أول مستعمرة يهودية بالأراضى العربية الفلسطنية عام 1837م، وكان عدد سكانها في ذلك الوقت 1500 يهودي إلى أن وصل في عام 1903م إلى 25 الف يهودي،
وإزداد التخطيط الفعلى لإعلاء الفكر الثقافى الصهيوني وإيجاد شرعية وإعتراف له، لإضعاف والتننكيل بالثقافة العربية والإسلامية، وذلك بإصدار تيودور هرتزل(هرتسل) كتابة الدولة اليهودية عام 1896م والذى دعى فيه إلى إنشاء المنظمة الصهيونية العالمية، ورفضه الحاخامات اليهود آنذاك في مؤتمر عقد بمدينة فيلادلفيا في أمريكا في أواخر القرن التاسع عشر، حيث أصدر المؤتمر بيان يقول ” إن الرسالة الروحية التى يحملها اليهود تتنافى مع إقامة وحدة يهودية سياسة منفصلة ” وإزاء هذا فكر هرتزل في تحويل الموضوع إلى قضية فكرية دينية يلهب بها عواطف جماهير اليهود ورأى أن فلسطين المكان الوحيد الذي يتناسب مع دعوته لتاريخ المقدسات الدينية بها، وانتصر فكر هرتزل وإن كان بعد وفاته بعام ؛
ومن هنا توالي الإحتلال للأراضي العربية وتعدد الإستيطان، وصارت الأفكار الصهيونية ثقافة راسخة لدى اليهود الصهاينة بجميع أنحاء العالم.

لدى العدو الصهيوني مقومات أساسية جعلت منه خصما فكريا عنيدا ؛
فقد ساعد تعدد اللغات داخل الكيان الإسرائيلي وبخاصة اللغة الروسية إعطاء إسرائيل ميزة تناقشية ثقافية في التعامل المباشر مع الجمهوريات الإسلامية التى انفصلت عن الإتحاد السوفيتي، حيث تتحدث هذه الجمهوريات الروسية كلغة أولى حتى الوقت الحاضر ؛
كما كان لكثرة العلماء اليهود في جامعات أمريكا وأوروبا دور في إستخدام المتطرفين اليهود لعلم وأبحاث هؤلاء للهجوم المنظم المتطرف ضد المقدسات الإسلامية والكنوز الثقافية والحضارة العربية الإسلامية ؛
إلى جانب كل ذلك أدت ذخيرة علاقات التبادل الثقافى وجمعيات الصداقة التى أقامتها إسرائيل من اليابان إلى البرازيل ومن بولندا إلى جنوب أفريقيا، وبالإضافة إلى ما تملكه إسرائيل من تكنولوجيا المعلومات، إستطاعت تهميش المعرفة العربية ومناهجها في تلك المناطق وإحلال بدلا منها ثقافة صهيونية إسرائيلية مستحدثة.

إن التحدى الصهيوني الثقافى والدينى والعلمى……. وغيره دائم، فالصراع الفكرى بين الصهيونية والفكر العربي الإسلامى كان ومازال قائم .

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار

أنت تستخدم إضافة Adblock

يجب عليك ايقافها لكي يظهر لك المحتوي