اخبار مصر

 اليهود مع نبي الله موسي

 اليهود مع نبي الله موسي

 اليهود مع نبي الله موسي

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد جرب نبى الله موسى عليه السلام قومه في مواطن كثيرة، وفي كل مرة ينعم الله عليهم من آلائه، يتنكب أولئك القوم، فإنه عجيب أمر اليهود، فقد جربهم نبى الله موسى عليه السلام عندما خرجوا من أرض مصر، فلحقهم فرعون وجنوده، فأغرقهم الله عز وجل وتعالى، فإذا هم يمرون على قوم يعكفون على أصنام لهم، فيقولون كما جاء فى سورة الأعراف ” يا موسى اجعل لنا إلها كما لهم إلهة” وما يكاد يغيب عنهم في ميقاته مع ربه، حتى يتخذ السامري من الذهب عجلا جسدا له خوار، ثم إذا هم عاكفون عليه يقولون، إنه إله موسى الذي ذهب لميقاته، وقد جربهم نبى الله موسى عليه السلام، وقد فجر لهم من الصخر ينابيع في جوف الصحراء، وأنزل عليهم المن والسلوى طعاما سائغا، فإذا هم يشتهون ما اعتادوا من أطعمة مصر أرض الذل بالنسبة لهم.
فيطلبون بقلها وقثاءها وفومها وعدسها وبصلها، وقد جربهم في قصة البقرة التي أمروا بذبحها، فتلكأوا وتسكعوا في الطاعة، والتنفيذ فكما جاء فى سورة البقرة ” فذبحوها وما كادوا يفعلون” ولقد جربهم نبى الله موسى عليه السلام عندما عاد من ميقات ربه، ومعه الألواح، وفيها ميثاق الله عليهم وعهده، فأبوا أن يعطوا الميثاق، وأن يمضوا العهد مع ربهم، ولم يعطوا الميثاق حتى وجدوا الجبل منتوقا فوق رؤوسهم، كما قال الله تعالى فى سورة الأعراف ” وظنوا أنه واقع بهم ” ولقد جربهم نبى الله موسى عليه السلام في مواطن كثيرة، لكن هذا شأن اليهود، ثم ها هو معهم في هذه القصة، قصة التيه كما جاء فى سورة المائدة ” وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم” وذلك بنجاتهم من فرعون وقومه فخرجوا قاصدين أوطانهم ومساكنهم، وهي بيت المقدس.
وقاربوا وصول بيت المقدس فحصل لهم التيه في الصحراء أربعين سنة، وكان سببه هو أن الله سبحانه وتعالى، قد فرض عليهم جهاد عدوهم، ليخرجوه من ديارهم، فوعظهم نبى الله موسى عليه السلام، وذكرهم ليثبتوا على الجهاد، فقال تعالى كما جاء فى سورة المائدة ” يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين” لكن اليهود هم اليهود، صفاتهم هي هي الجبن، والتمصل، والنكوص على الأعقاب، ونقض الميثاق فقالوا لنبى الله موسى عليه السلام كما جاء فى سورة المائدة ” قالوا يا موسى إن فيها قوما جبارين وإنا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فإن يخرجوا منها فإنا داخلون” وهنا تبدوا جبلة اليهود على حقيقتها، وهى الخوف والجبن وضعف الرجولة، وهذا لا يناقض ما هم عليه في هذا الزمان من القوة والتسلط.
وكان السبب في ذلك هو أن الذين أمامهم أجبن منهم، وأخوف منهم، وأقل رجولة منهم، وإلا لو واجهوا أشداء، وواجهوا رجالا، لانكشف حقيقتهم، وبعد ما كان هذا هو جوابهم لنبى الله موسى عليه السلام، تكلم رجلان، هذان الرجلان هما اللذان تكلما وسط أولئك القوم، ناصحين، مرشدين، مخوفين بالله تعالى، ومشجعين لقومهم، ومحركين لهم على قتال عدوهم، واحتلال بلادهم، وقد ذكر الله عز وجل وصفا لهذين الرجلين، ويعد من أهم الصفات في الرجل الناصح المرشد، وصفهم الله عز وجل بأنهما من الذين يخافون الله، وهنا تبرز قيمة الأيمان بالله، والخوف منه فقال تعالى كما جاء فى سورة المائدة ” قال رجلان من الذين يخافون أنعم الله عليهما ادخلوا عليهم الباب فإذا دخلتموه فإنكم غالبون وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين” فهذان الرجلان من الذين يخافون الله عز وجل، وخوفهم من الله تعالى يُنشئ لهم استهانة بالجبارين، وإن خوفهم من الله عز وجل يرزقهم شجاعة في وجه كل خطر.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار

أنت تستخدم إضافة Adblock

يجب عليك ايقافها لكي يظهر لك المحتوي