أخبار عربيه

الصبر شجرة مثمرة

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد إن الله سبحانه وتعالى من عدله ورحمته لم يترك المبتلى دون أن يجازيه، حتى وإن شاكته شوكة أو أصابه صداع يسير في رأسه، فقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعد من فقد حبيبتيه أي عينيه بالجنة، وهو جزاء عظيم يريح بال المُبتلى، فإن الصبر شجرة مثمرة، تؤتي أكلها في الدنيا قبل الآخرة، وهو تجارة رابحة، وصفقة عادلة لأنها تكون بين العبد وبين العادل الذي لا يظلم أحداً، وإن الله تعالى ابتلى عباده بالموت، وجعله واعظا لهم.
والكيّس الفطن من أدرك حقيقة هذه الدنيا وأرجع كل ما فيها لله سبحانه وتعالى، ومما يروى عن الحجاج بن يوسف الثقفي أنه كان إذا صدقه الخصم عفا عنه، ومن الأسباب التي تدفع إلى الكذب هى الديون، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم، يدعو في الصلاة ويقول “اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا ومن فتنة الممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم” وهذا الحديث كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم، أيضا في الصلاة” أعوذ بك من المأثم والمغرم” فقال له قائل ما أكثر ما تستعيذ من المغرم، فقال “إن الرجل إذا غرم حدّث فكذب ووعد فأخلف “رواه البخاري ومسلم، وهذا حال المديونين من الناس، فإنهم يقولون غدا سوف أعطيك، وهو كذاب ويعده إلى الوقت الفلاني وهو كذاب.
وكذلك فإن من أعظم الكذب الكذب على الله بتحليل ما حرمه أو بتحريم ما أحله، أو إسقاط ما أوجبه وإيجاب ما لا يجب، أو كراهة ما أحبه واستحباب ما كرهه، هذه من أعظم الكذب، وكذلك الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم ” إن كذبا عليّ ليس ككذب على أحد، فمن كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ” رواه البخاري ومسلم، وهذه خطورة الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكذلك فإن للكذب علامات وأمارات كما قلنا في الصدق، فمن علامات الكذاب، أنك إذا لقنته حديثا تلقنه ولم يكن بينه وبين ما حكيته فرق عنده، وأخذ مباشرة أي شيء تقوله، أنك إذا شككته فيه تشكك حتى يكاد يرجع عنه، وإنك إذا رددت عليه قوله، حُصر وارتبك ولم يكن عنده نصرة المحتجين، ولا برهان الصادقين، إذا رددت عليه أبلس.
أما الصادق إذا رددت عليه قوله ثبت عليه، وكذلك ما يظهر عليه من الريبة والتخبط في الكلام، لأن هذا لا يمكن أن يدفعه عن نفسه، كما قالوا الوجوه مرايا تريك أسرار البرايا، ومن أضرار الكذب، أن الكذاب ينسب إليه حتى الأشياء التي لم يكذب فيها، فيكذب على الكذاب، ولو تحرى الصدق يبقى متهما، وإذا عرف الكذاب بالكذب لم يكد يصدق في شيء وإن كان صادقا، ومن آفة الكذاب نسيان كذبه، ولذلك فإن الكذاب يكون في منزلة وضيعة بين الناس، ولكن هل هناك أمور يجوز فيها الكذب؟ فإن الجواب هو نعم، فإنه يجوز الكذب في الحرب، وإصلاح ذات البين، وبين الزوجين، والنبي صلى الله عليه وسلم، قد استخدم التورية، ولذلك نقول الكذب يجوز في حالات لكن اللجوء إلى التورية أحسن.
وإن الصحابى الجليل أبو بكر الصديق رضى الله عنه قد استخدم التورية فسئل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ومن معه فقال هذا هاد يهديني السبيل “رواه البخاري، فظنوا أنه على هداية الطريق وهو على هداية سبيل الخير.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار

أنت تستخدم إضافة Adblock

يجب عليك ايقافها لكي يظهر لك المحتوي