مقالات

الدكروري يكتب عن الدعوة والمرحلة الأرقمية

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد بدأ الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بالدعوة إلى الإسلام في مكة المكرمة بأمر من الله عز وجل إذ قال الله تعالى فى سورة المدثر ” يا أيها المدثر قم فأنذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر” فبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم بدعوة أهل بيته، ثم الأقربين فالأقربين، وكانت الدعوة حينها سرية دون أن تعلم بها قريش، وقد وصل عدد المستجيبين لها إلى أربعين، منهم السيدة خديجة بنت خويلد، وزيد بن حارثة، وعلي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، وغيرهم، وعُرفت تلك المرحلة من الدعوة بالمرحلة الأرقمية، وذلك نسبة إلى دار الأرقم إذ كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يُعلم الصحابة أمور الدين فيها، وذلك قبل الهجرة إلى المدينة المنورة.

 

حيث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتمع بهم في شعاب مكة المكرمة، ولما علمت قريش بأمرهم، تصدت لهم فتوجه بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى دار الأرقم الواقعة على جبل الصفا، واستمرت الدعوة بشكل سرى مدة ثلاث سنوات، ثم جاء الأمر من الله بالجهر فيها، وتعد المرحلة السرية من أهم مراحل الدعوة، وقد امتازت هذه المرحلة بأساليب عدة، حيث حرص النبي صلى الله عليه وسلم على مراعاتها، وبيانها هو مبدأ التدرج، فقد وعى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يجب أن تكون عليه الدعوة من التأني، وعدم الاستعجال في الوصول إلى المطلوب، وهي قاعدة ينبغي على الدعاة جميعهم اتباعها في دعوتهم حيث يبدأ التدرج بأن تكون الدعوة سرية، ثم يتم الإعلان عنها فيما بعد.

 

أما فيما يتعلق بطول مدة سريتها فيختلف بحسب الظروف الواقعة فيها، وأما عن هجرة الرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم من مكة إلي المدينة، فلقد دلت الهجرة على دروس وعبر وعظات منها حفظ الله تعالي لنبيه وتأييده له، ويتجلى ذلك عندما أحاط به المشركون من كل جانب، فجعل الله له من بينهم مخرجا، وهذا يدل على أن المسلم متى ما حفظ أوامر الله بالامتثال، ونواهيه بالانتهاء، وحدوده بالوقوف عليها وعدم تجاوزها حفظه الله في الدنيا وبعد الممات، وحفظه في دينه وأهله وماله وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما “احفظ الله يحفظك” واعلموا أن التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب من عوامل النجاة، فلا ينبغي على المسلمين اليوم أن يتواكلوا وينتظروا خرق النواميس الكونية.

 

ليتحقق لهم النصر بل لابد من الاستفادة من جميع الوسائل المتاحة، ومن ثم التوكل واليقين والثقة بالله ليأتي النصر والفرج، وقد دل على ذلك استعداد رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم للهجرة الاستعداد الكامل، والاستعانة بالخبرة ومعرفة الطرق والخروج خفية وتسمع الأخبار ونحوها، كما دلت الهجرة النبوية الشريفة على فضل المسجد ودوره في التربية والتعليم، وتوحيد الكلمة، ورص الصف، ويتجلى ذلك في أن أول عمل قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد دخوله المدينة المنورة بناء المسجد، ومشاركة الصحابة رضوان الله عليهم في البناء، وقد مدح الله أهل الإيمان أنهم يسبحون الله ويكبرونه، فعلينا أن نفعل دور المسجد اليوم من خلال الاهتمام بصلاة الجماعة، وتسوية الصفوف، والقيام بواجب الدعوة وتفقد أحوال المرضى والمساكين والمحتاجين، والتأليف بين المتخاصمين والمتباعدين.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار

أنت تستخدم إضافة Adblock

يجب عليك ايقافها لكي يظهر لك المحتوي