مقالات

الدكروري يكتب عن الخلافة الأموية في درب محرز

بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الدولة الأموية وعن خلفاء الدولة الأموية والذي كان من بينهم الخليفة الأموي سليمان بن عبد الملك، وقد استمر سليمان في الحكم من فلسطين، حيث كان محبوبا كثيرا، وكان له دار كبيرة مكان طهارة جيرون وأخرى أنشأها للخلافة بدرب محرز، وعمل لها قبة شاهقة صفراء، وكان أسلوب حكم سليمان مختلف عن أسلافه، فمال إلى الموادعة والأخد برأي أهل العلم، والتمسك بتعاليم الإسلام، فكتب إلى عماله إن الصلاة قد أميتت فأحيوها بوقتها، كما انتهج منهج الشورى، فقد قال في خطبته قد عزلت كل أمير كرهته رعيته، ووليت أهل كل بلد من أجمع عليه خيارهم، واتفقت عليه كلمتهم، مما يعني أنه عزل العمال والولاة الذين يكرههم الناس.

وولى مكانهم من رغب الناس فيهم، وقد قيل عنه بأنه من خيار بني أمية، وكان سليمان لين الجانب، لا يعجل إلى سفك الدماء، ولا يستنكف عن مشورة النصحاء، وقيل أنه يرجع إلى دين وخير ومحبة للحق وأهله، وإتباع القرآن والسنة وإظهار الشرائع الإسلامية رحمه الله، فقد كان سليمان بن عبد الملك ورعا تقيا، ويتضح ذلك من خطبه، فلا تكاد تخلو خطبة من خطبه من حث الناس على التقوى والخوف من الله ومدارسة القرآن الكريم، وتتضح هذه السيرة الطيبة من هذه الخطبة، فعن جابر بن عون الأسدي قال أول ما تكلم به سليمان حين ولي الخلافة أن قال الحمد لله الذي ما شاء صنع، وما شاء رفع، وما شاء وضع، ومن شاء أعطى، ومن شاء منع، إن الدنيا دار غرور، يا عباد الله اتخذوا كتاب الله إماما.

وارضوا به حكما واجعلوه لكم قائدا، فإنه ناسخ لما قبله، ولن ينسخه كتاب بعده، كما اتخذ سليمان بن عبد الملك بطانة من صلحاء الرجال أمثال عمر بن عبد العزيز ورجاء بن حيوة وغيرهما، وقد أثر ذلك في سليمان بن عبد الملك تأثيرا كبيرا فقد كان عمر بن عبد العزيز دائم التذكير بمسئوليته نحو رعيته فيروي أن سليمان بن عبد الملك حج بالناس سنة سبعة وتسعين من الهجره، وهو خليفة فلما رأى الناس بالموسم قال لعمر بن عبد العزيز ألا ترى هذا الخلق الذي لا يحصي عددهم إلا الله، ولا يسع رزقهم غيره، فقال يا أمير المؤمنين هؤلاء رعيتك اليوم، وهم غدا خصماؤك عند الله، فبكى سليمان بكاء شديدا ثم قال بالله أستعين، وكان عمر بن عبد العزيز ذات يوم في سفر مصاحبا سليمان بن عبد الملك.

فأصابهم السماء برعد وبرق وظلمة وريح شديدة حتى فزعوا لذلك، وجعل عمر بن عبد العزيز يضحك، فقال له سليمان، ما أضحكك يا عمر؟ أما ترى ما نحن فيه؟ فقال له يا أمير المؤمنين هذه آثار رحمته فيها شدائد ما ترى، فكيف بآثار سخطه وغضبه؟ وكان محمد بن سيرين يترحم على سليمان بن عبد الملك، ويقول افتتح خلافته بخير وختمها بخير، فقد افتتحها بإجابة الصلاة لمواقيتها، وختمها باستخلافه عمر بن عبد العزيز.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار

أنت تستخدم إضافة Adblock

يجب عليك ايقافها لكي يظهر لك المحتوي