اخبار مصردنيا ودين

الدكروري يكتب عن التهاون

في أمر الزراعه

الدكروري يكتب عن التهاون في أمر الزراعة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن التهاون

لقد حذر النبي صلي الله عليه وسلم من التهاون في أمر الزراعة بقوله “إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فاستطاع ألا تقوم حتى يغرسها، فليغرسها؛ فله بذلك أجر” وقال “من غرس غرسا، كتب الله عز وجل له من الأجر بقدر ما يخرج من ثمار ذلك الغرس” وقال “من نصب شجرة، فصبر على حفظها والقيام عليها حتى تثمر، كان له في كل شيء يصاب من ثمرتها صدقة عند الله عز وجل” فالإنتاج في رأي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينبغي أن ينقطع، والعمل ينبغي ألا يتوقف، حتى ولو بسبب اليأس من النتيجة، أي قبل قيام الساعة بلحظة، كما وضح رسول الله صلى الله عليه وسلم أن العمل في الزراعة قد يكون مكفرا للذنوب، فقال “من بات كالا من عمل يده، أمسى مغفورا له” وإن من الذنوب ذنوبا لا يكفرها إلا السعي في طلب الرزق”

وأن الزارع هو الله سبحانه وتعالى كما قال عز وجل ” أفرأيتم ما تحرثون، أأنتم تزرعونة أم نحن الزارعون” ويقول السعدي رحمه الله في تفسيره ” أأنتم تزرعونة أم نحن الزارعون” أي أأنتم أخرجتموه نباتا من الأرض؟ أم أنتم الذين نميتموه؟ أم أنتم الذين أخرجتم سُنبله وثمره حتى صار حبا حصيدا وثمرا نضيجا؟ أم الله الذي انفرد بذلك وحده، وأنعم به عليكم؟ وأنتم غاية ما تفعلون أن تحرثوا الأرض وتشقوها وتلقوا فيها البذر، ثم بعد ذلك لا علم عندكم بما يكون بعد ذلك، ولا قدرة لكم على أكثر من ذلك ومع ذلك، فنبّههم على أن ذلك الحرث مُعرض للأخطار لولا حفظ الله وإبقاؤه لكم بُلغة ومتاعا إلى حين، وقد جعل الله تعالي الأجر العظيم للمزارع الذي يزرع فيأكل من مزرعته الطير أو البهيمة أو الإنسان.

كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فعن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” ما من مسلم يغرس غرسا أو يزرع زرعا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة، إلا كان له به صدقة” وفي هذا الحديث بيان فضل الزراعة، والعمل بالحرث وفيه الحض على عمارة الأرض ليعيش الإنسان بنفسه، أو من يأتي بعده ممن يؤجر فيه، واعلموا أن تكبر الإنسان وطغيانه، بسبب النعمة، ونسيان المنعم، ومنع حق الفقير، قد يكون سببا في محق البركة وعقوبة الله تعالى كما في قصة أصحاب الجنة، حيث اغتروا حين زهت ثمار جنتهم وأينعت أشجارها، وحان وقت صرامها، وجزموا أنها في أيديهم، وطوع أمرهم، وأنه لا يمنعهم مانع منها، ولهذا أقسموا، وحلفوا من غير استثناء.

الدكروري يكتب عن التهاون

أنهم سيجذونها في الصباح الباكر، وسيمنعون الفقراء والمساكين من دخولها، ولا يعطونهم حقهم منها، ولم يعلموا أن الله بالمرصاد، وأن العذاب سيخلفهم عليها ويبادرهم إليها حيث نزل العذاب ليلا على بستانهم وأبيدت أشجارهم وثمارهم، وهم لا يشعرون بهذا الواقع المؤلم، ولذلك تنادوا فيما بينهم لما أصبحوا، كما جاء في سورة القلم ” أن اغدوا علي حرثكم إن كنتم صارمين” فانطلقوا قاصدين لها وهم يتخافتون فيما بينهم بمنعِ حق الله، وبكروا قبل انتشار الناس وتواصوا بمنع الفقراء والمساكين، فلما وصلوا بستانهم، ورأوا ما حل به من الدمار ظنوا أنهم تائهون عن بستانهم، فلما تحققوا ورجعت إليهم عقولهم قالوا “بل نحن محرومون” وعرفوا حينئذ أنها عقوبة لهم، فقال أعدلهم وأحسنهم.

“ألم أقل لكم لولا تسبّحون” فاستدركوا بعد ذلك، ولكن بعد وقوع العذاب على جنتهم وزروعهم وثمارهم، فقالوا “سبحان ربنا إنا كنا ظالمين” وندموا ندامة عظيمة، وتلاوموا فيما بينهم واعترفوا بذنبهم، ورجوا الله أن يبدلهم خيرا منها.الدكروري يكتب عن التهاون

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار

أنت تستخدم إضافة Adblock

يجب عليك ايقافها لكي يظهر لك المحتوي