مقالات

الدكروري يكتب عن أول قاتل وأول مقتول في الأرض

الدكروري يكتب عن أول قاتل وأول مقتول في الأرضالدكروري يكتب عن أول قاتل وأول مقتول في الأرض
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 17 يناير 2024

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم، يقال ان قابيل كان مسلما ولم يكن كافرا، وكانت هذه أول جريمة قتل على ظهر الأرض، وقابيل وهابيل هما شخصيتان ذكرا بالعهد القديم، وهما أول ابنين لادم وحواء عليهما السلام وتتلخص قصة هابيل وقابيل أن حواء عليها السلام ولدت أربعين بطنا وكانت تلد في كل بطن ذكرا وأنثى، وكان أبونا آدم عليه السلام يزوج ذكر كل بطن بأنثى من بطن ءاخر، ويقال إن هابيل أراد أن يتزوج بأخت قابيل التي كانت أجمل من أخت هابيل لكن قابيل أراد أن يستأثر بها، فأمره أبوه آدم عليه السلام أن يزوجه إياها فأبى، فأمرهما أن يقربا قربانا وهو ما يتقرب به إلى الله تعالى وذهب أبونا آدم عليه السلام إلى مكة ليحج، وقرّب كل واحد منهما قربانه بعد ذهاب أبيهم آدم عليه السلام.

مقالات ذات صلة

فقرب هابيل جذعة سمينة وكان صاحب غنم، وأما قابيل فقرب حزمة من زرع رديء وكان صاحب زرع، فنزلت نار فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل، فغضب قابيل غضبا شديدا وقال لأخيه هابيل لأقتلنك حتى لا تنكح أختي فقال له إنما يتقبل الله من المتقين، وذات ليلة أبطأ هابيل في المرعى فبعث أبونا آدم عليه السلام، وكان قد رجع من الحج أخاه قابيل لينظر ما أبطأ به، فلما ذهب إذ هو به، فقال له تقبل منك ولم يتقبل مني، فقال له هابيل إنما يتقبل الله من المتقين، فغضب عندئذ قابيل، وانتهى الحوار بينهما وانصرف قابيل وترك أخاه هابيل مؤقتا، وعندما أراد قابيل قتل هابيل، فقال هابيل لقابيل أنا أريد ترك مقاتلتك وإن كنت أشد منك واقوى فتتحمل إثم قتلي مع ما لك من الآثام المتقدمة قبل ذلك وبعد أيام كان هابيل نائما وسط غابة مشجرة.

فقام إليه أخوه قابيل فقتله ثم أتاه وهو نائم فرفع صخرة فشدخ بها رأسه، وقيل خنقه خنقا شديدا، وجلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض وكان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض وبهذا يكون هابيل أول من قُتل على سطح الأرض، ولم يعرف قابيل كيف يواري جثة أخيه، و قرر أن يحمله في جراب على ظهره حائرا ومضطربا لا يعلم ما يفعل، وقيل أنه لما قتل قابيل هابيل ندم على ذلك فضمه إليه حتى تغيرت رائحته، وعكفت عليه الطير والسباع تنتظر حتى يرمي به فتأكله، وكره أن يأتي به آدم فيحزنه، ولم يزل يحمله حتى جاء غرابان فاقتتلا أمام قابيل فقتل أحدهما الآخر، فعمد إلى الأرض يحفر له بمنقاره فيها، ثم ألقاه ودفنه وجعل يحثي عليه التراب حتى واراه، ثم أخذ قابيل يفعل به ما فعل ذاك الغراب فواراه.

ودفنه تحت التراب وليعلم أن ابن آدم قابيل الذي قتل أخاه هابيل كان مسلما مؤمنا ولم يكن كافرا، وإنما ارتكب معصية كبيرة بقتله أخاه هابيل ظلما وعدوانا، ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد وقيل أيضا أنه حمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب، وبعدها طار في الجو، فحزن قابيل على أخيه هابيل وأحس بالندم واكتشف أنه هو الأسوأ والأضعف، واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه وحزن آدم حزنا شديدا على خسارته في ولديه فقد مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني.

وصلى آدم عليه السلام على ابنه، وعاد إلى حياته يعمل ليصنع خبزه ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه وهكذا فإن كل نفس تقتل في الأرض إلى يوم القيامة فإن قابيل يتحمل شيئا من وزرها.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار

أنت تستخدم إضافة Adblock

يجب عليك ايقافها لكي يظهر لك المحتوي