أدب

الدكروري يكتب عن أئمة

الهدي للعابدين

الدكروري يكتب عن أئمة الهدي للعابدين

بقلم / محمـــد الدكـــروري

لقد اختار الله سبحانه وتعالى الأنبياء والمرسلين عليهم السلام، وفضلهم على العالمين، وجعلهم أئمة هدى للعابدين، فقال عز وجل ” وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا” وذلك ليقتدي الناس بهم، ويهتدوا بسيرتهم، وقال سبحانه وتعالى ” أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده” ومن هؤلاء الأنبياء، والصفوة الأتقياء هو نبي الله يعقوب عليه السلام، الذي نشأ في بيت علم وحكمة، وتلقى فيه قبسات النبوة، فهو النبي ابن النبي ابن النبي، يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن، عليهم السلام أجمعين، ونبى الله يعقوب ابن إسحاق بن إبراهيم وهو أحد الأنبياء المذكورين في التوراة والقرآن، وبحسب بعض الروايات و‌الآيات القرآنية فإن يعقوب كان على دين جده الخليل إبراهيم عليهم السلام وكذلك كان أبناءه من بعده.

وقد ذكرت الروايات التاريخية أنه ولد وعاش فترة من الزمن في أرض كنعان، ومن ثم ارتحل إلى أرض حرّان وتزوج هناك من ابنتي خاله، كان له كذلك جاريتان، وبعد مدة من الزمن عاد هو وأولاده ومن بقي من زوجاته إلى أرض كنعان، ثم ارتحل في آخر حياته إلى مصر، وعاش هناك حتى وفاته، وكانت وصيته أن يُدفن عند والده إسحاق وجدّه إبراهيم عليهم السلام في أرض كنعان، وقد أثنى الله تعالى عليهم في القرآن الكريم، فقال عز وجل ” واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار، إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار، وإنهم عندنا لمن المصطفين الأخيار” وكما مدح الله تعالى يعقوب عليه السلام، بالعلم الذي آتاه الله إياه، فقال سبحانه وتعالى ” وإنه لذو علم لما علمناه ”

مقالات ذات صلة

فلنأخذ قبسا من فيض علمه وحكمته، وقيمه الإيمانية والتربوية، التي نشأ عليها أبناءه، ولقد أمضى نبى الله يعقوب عليه السلام حياته في طاعة ربه، ودعوة قومه، وتربية أبنائه، فلم يترك نصيحة إلا أداها لهم، ولم يدخرها عنهم، فغرس قيم الإيمان في نفوسهم، وأكد على توثيق صلتهم بربهم، قائلا لهم ” يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون ” وحرص عليه السلام على أن يستمروا في طاعة الله تعالى من بعده، فقال لهم ” ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلهك وإله آبائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلها واحدا ونحن له مسلمون ” وعزز عليه السلام في قلوبهم صدق التوكل على الله تعالى، لذلك قال لهم ” إن الحكم إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون” أي به وثقت أن يحفظكم، ويحميكم ويرعاكم.

فمن توكل على الله كفاه كل ما أهمه، ولقد قال الله تعالى ” ومن يتوكل على الله فهو حسبه ” وكما غرس نبى الله يعقوب عليه السلام في نفوس أبنائه الثقة بالله تعالى، والتمسك بالأمل والتفاؤل، فإنه قال لبنيه ” ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون ” فأمرهم ألا يقطعوا رجاءهم وأملهم من الله، فما أعظم الأمل تنال به المطالب، ويثمر كل خير، ولقد مد يعقوب عليه السلام جسور الثقة بينه وبين أولاده، فعندما رأى يوسف عليه السلام رؤياه، ما وجد أقرب إلى قلبه من أبيه ليقصها عليه، فقال ” يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين ” وهكذا يجب أن تكون العلاقة بين الابن وأبيه، قائمة على الثقة المتبادلة، والحوار البناء.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار

أنت تستخدم إضافة Adblock

يجب عليك ايقافها لكي يظهر لك المحتوي