محمود سعيد برغش
الحسره بعض القصص الذي يبين لنا مشاهد عند لقاء الموت
قال اشعس بن اسلم سال ابراهيم عليه السلام ملك الموت فقال يا ملك الموت ما تصنع اذا كان نفس بالمشرق ونفس بالمغرب ووقع الوباء بارض والتقي الزحفان كيف تصنع
قال ادعو الارواح باذن الله فتكون بين اصبعي هاتين. وقال سليمان ابن داوود عليه السلام لملك الموت عليه السلام مالي اراك لا تعدل بين الناس تاخذ هذا وتضع هذا
قال ما انا بذلك باعلم منك انما هي صحف او كتب تلقى الي فيها اسماء
وقال وهب بن منبه كان ملك من الملوك اراد ان يركب الى ارض فدعا بثياب يلبسها فلم تعجبه فطلب غيرها حتى لبس ما اعجبه بعد مرات وطلب دابه فاتى بها فلم تعجبه حتى اتي بدواب فركب احسنها فجاء ابليس فنفخ في منخره نفخه فملاه كبرا ثم سار وسارت معه الخيول وهو لا ينظر الى الناس كبرا فجاءه رجل رث الهيئه فسلم عليه فلم يرد عليه السلام فاخذ بلجام دابته فقال ارسل اللجام فقط اعطيت امرا عظيما
قال ان لي اليك حاجه
قال الصبر حتى انزل فقال له لا لا الان فقره على لجام دابته فقال اذكرها فادنى له راسه فساره وقال انا ملك الموت فتغير لون الملك واضطرب لسانه ثم قال دعني حتى ارجع الى اهلي واقضي حاجتي وادعهم
قال لا والله لا ترى اهلك وثقلك ابدا فقبض روحه فخر كانه خشبه ثم مضى ملك الموت فلقى عبدا مؤمنا في تلك الحال فسلم عليه فرد عليه السلام فقال ان لي اليك حاجه اذكرها في اذنك فقال هات فساره وقال أنا ملك الموت فقال اهلا وسهلا بمن طالت غيبته علي فوالله ما كان في الارض قائب احب الي ان القاه منك فقال ملك الموت اقضي حاجتك التي خرجت لها فقال مالي حاجه اكبر عندي ولا احب من لقاء الله تعالى قال فاختر علي اي حال شئت ان اقبض روحك فقال تقدر على ذلك قال نعم اني امرت بذلك قال فدعني حتى اتوضا واصلي ثم اقبض روحي وانا ساجد فقبض روحه وهو ساجد
قال عطاء بن يسار اذا كانت ليله النصف من شعبان دفع الى ملك الموت صحيفه فيقال اقبض في هذه السنه من في هذه الصحيفه
قال فان العبد ليغرز الغراز وينكح الازواج ويبني البنيان وان اسمه في تلك الصحيفه وهو لا يدري
وقال الحسن ما من يوم الا وملك الموت يتصفح كل بيت ثلاث مرات فمن وجده منهم قد استوفى رزقه وانقضى اجله قبض روحه فاذا قبض روحه وقيل اهله برنه وبكاء فياخذ ملك الموت بعضادتي الباب فيقول والله ما اكلت له رزقه ولا افنيت له عمره ولا اني انتقصت له اجلا وان لي فيكم لعوده بعد عوده حتى لا ابقي منكم احدا
قال الحسن فوالله لو يرون مقامه ويسمعون كلامه لذهلوا عن ميتهم ولبقوا على انفسهم
وعن الاعمش عن خيثمه قال دخل ملك الموت على سليمان ابن داوود عليه السلام فجعل ينظر الى رجل من جلسائه جديد النظر اليه فلما خرج قال الرجل من هذا قال هذا قال هذا ملك الموت قال لقد رايته ينظر الي كانه يريدني قال فبماذا تريد قال اريد ان تخلصني منه فتامر ريح ان تحملني الى اقصى الهند ففعلت الريح ذلك ثم قال سليمان لملك الموت بعد ان اتاه ثانيه رايتك تديم النظر الى واحد من جلسائي قال نعم كنت اتعجب منه لاني كنت امرت ان اقبضه باقصى الهند في ساعه قريبه وكان عندك فعجبت من ذلك
الا تغتنم العمر في طاعه الله عز وجل قبل ان تسمع هذا النداء الذي يقرع القلوب والاسماع
فهذه الدنيا التي تحرص على جمعها وتبذل الاوقات والساعات في سبيل جمع حطامها لو عرضت عليك بكل ما فيها من ذهب وفضه وقصور وانهار واشجار عند الموت لقلت بلسان الحال والمقال لا اريد الا رحمه الله عز وجل ولا اريد الا النجاه من عذاب الله عز وجل فان كان الامر كذلك فكيف تحرص على جزء يسير من الدنيا التي لو عرضت عليك عند الموت باكملها لعرضت عنها
تابعنا على جوجل نيوز
