كتبت / وفاء سليمان محمد
تواجد بعض الأعضاء في جهة الصدر اليسرى، والتي قد تكون مصدر الألم الذي تشعر به،
مثل: القلب، والرئة، والبنكرياس، والمعدة.
لذا يقسم الأطباء مسببات الألم في هذه المنطقة إلى: مشكلات هضمية، ومشكلات قلبية، ومشكلات أخرى.
آلام الجهة اليسرى من الصدر المتعلقة بالقلب
هناك عدة مشكلات قلبية تعد من أبرز أسباب الآلام الصدرية في الجهة اليسرى، وهي كالآتي:
## النوبة القلبية
من الممكن أن يكون هذا الألم ناتج عن مشكلة في القلب، ووفقًا لجمعية القلب الأمريكية،
فإن الألم المرتبط بالنوبة القلبية يكون في منتصف الصدر، ويستمر لفترة أطول من عدة دقائق، وقد يعاود الظهور.
كما يكون الألم الناتج عن النوبة القلبية قويًا جدًا، ويُرافقه شعور بالثقل على منطقة الصدر،
ومن الأعراض المترافقة له ما يأتي:
التعرق الزائد.
الغثيان والقيء.
ضيق في النفس.
ضعف وثقل في الأكتاف أو اليدين.
ألم حاد ينتقل من اليد إلى الفك والرقبة والظهر.
دوار.
في حال ظهور هذه الأعراض من المهم طلب الإسعاف بشكل فوري.
الذبحة الصدرية
عندما لا يصل عضلة القلب الكمية الكافية من الأكسجين،
ينتج عن ذلك ألم في الجهة اليسرى والمتوسطة بالصدر، وهي حالة طبية تعرف باسم الذبحة الصدرية.
هناك أعراض تترافق مع الإصابة بالذبحة الصدرية، وهي:
عدم الشعور بالراحة عند الأكتاف واليدين والرقبة والظهر.
التعرق المفرط.
الدوار.
ألم في منتصف الصدر أو نصفه.
لذلك اطلب المساعدة الطبية فورًا في حال شعرت بهذه الأعراض.
التهاب التأمور
يحاط القلب بنسيج يقوم بحمايته ويدعى بالتأمور، ومن الممكن أن يُصاب هذا النسيج بالالتهاب نتيجة عدوى أو اضطراب ما يسبب مهاجمة الجهاز المناعي له.
وتتمثل أعراض التهاب التأمور في:
ألم حاد وقوي في منطقة الصدر اليسرى.
ألم في الكتف.
كذلك ألم يتضاعف عند أخذ نفس عميق أو عند التمدد على الظهر.
الشعور بهبات الحرارة وضيق التنفس.
غالبًا ما يصف الأطباء مجموعة من الأدوية لعلاج التهاب التأمور، ومنها: مسكنات الألم،
والكولشيسين الذي يحد من الالتهابات في الجسم، والكورتيكوستيرويدات،
كما قد يلجأ الأطباء لإجراء جراحة بزل التأمور أو استئصال التأمور إذا تسبب الالتهاب في تراكم السوائل حول القلب.
آلام الجهة اليسرى من الصدر المتعلقة بالجهاز الهضمي
لا تقتصر أسباب الآلام الصدرية في الجهة اليسرى على المشكلات القلبية فقط،
بل قد تكون ناتجة عن مشكلات هضمية، وهي على النحو الآتي:
التهاب المعدة
قد تلاحظ عند التهاب بطانة المعدة بألم حاد وقوي في منطقة الصدر اليسرى.
هذا الألم قد يترافق مع حرقة في المعدة والشعور بالغثيان والقيء والانتفاخ.
يتم علاج التهاب المعدة من خلال مضادات الحموضة،
مثل: حاصرات مستقبلات الهيستامين، أو مثبطات مضخة البروتونات.
التهاب البنكرياس
هناك نوعان من التهاب البنكرياس، المزمن والحاد.
التهاب البنكرياس الحاد يرتبط بظهور الأعراض الآتية:
ألم شديد ومفاجئ في منطقة الصدر اليسرى والبطن.
غثيان وقيء.
تسارع النبض.
ارتفاع درجة الحرارة.
أما التهاب البنكرياس المزمن، والذي يتفاقم مع مرور الوقت، فيرتبط بهذه الأعراض:
نوبات مستمرة ومتكررة من ألم في منطقة الصدر اليسرى وينتقل إلى الظهر.
الغثيان والقيء.
براز دهني.
الإصابة بالإسهال.
يصف الطبيب للسيطرة على التهاب البنكرياس مسكنات الألم والسوائل الوريدية،
وبعد ذلك يقرر الأطباء الإجراء الأنسب اعتمادًا على سبب التهاب البنكرياس،
فقد يقرر الطبيب إجراءات إزالة انسدادات قناة المرارة أو إزالتها أو تصريف السوائل من البنكرياس أو إزالة الأنسجة المصابة.
حرقة المعدة
عندما تصعد أحماض المعدة إلى أنبوب الطعام، تشعر بحرقة في الصدر والحنجرة،
بالإضافة إلى وجود ألم في منطقة الصدر اليسرى أحيانًا.
حرقة المعدة تترافق مع عدة أعراض:
ضيق وحرقة في منطقة الصدر العليا تنتقل أحيانًا إلى المنطقة اليسرى في الصدر.
طعم مر في الفم.
ألم عند منطقة الصدر اليسرى في حال التمدد أو تناول الطعام.
يصف الأطباء لعلاج حرقة المعدة الأدوية المضادة للحموضة.
المشاكل الأخرى المسببة لألم الجهة اليسرى من الصدر
كما ذكرنا سابقًا، هناك عدة أعضاء تقع في منطقة الصدر اليسرى،
وقد تكون الآلام الصدرية في الجهة اليسرى متعلقة بحدوث مشكلات بها، مثل:
التهاب الغشاء المحيط بالرئة
تُحاط الرئة بغشاء يدعى غلاف الجنب، في حال إصابة غشاء الرئة اليسرى بالالتهاب
من الممكن أن تشعر بألم في منطقة الصدر اليسرى.
قد تترافق هذه الإصابة مع عدد من الأعراض:
ألم حاد في منقطة الصدر اليسرى عند التنفس بعمق.
ألم في الأكتاف.
سعال جاف.
ضيق في التنفس.
زيادة الألم مع المشي والسعال والعطس.
يتم العلاج بوصف المضادات الحيوية أو مضادات الفطريات اعتمادًا على نوع العدوى،
بالإضافة لمسكنات الألم وفي بعض الحالات يتم سحب السوائل الزائدة من منطقة الرئتين في حال كان الالتهاب من نوع الانصباب الجنبي.
مشكلات في الطحال “”من الممكن أن يسبب تضخم الطحال أو انفجاره عدة أعراض، تشمل:
ألم وتورم في منطقة الصدر اليسرى.
عدم الشعور بالراحة عند تناول الطعام.
فقر الدم.
تعب شديد.
نزيف بسهولة.
يتم علاج حالات تضخم الطحال التي تشكل خطرًا على المريض باستئصال الطحال.
قد تشعر الحامل أيضًا في ألم بمنطقة الصدر اليسرى،
وعادة ما يكون السبب ناتج عن الضغط النابع من الجنين أو عندما يقوم بالركل.
ومع استمرار نمو الجنين، تتمدد عضلات الجسم وتسمح للجنين في التمدد
مما قد يتسبب بالشعور في الألم في هذه المنطقة أيضًا. وتتخلص الحامل من هذا الألم بمجرد الولادة.
### العلاج
العلاج
يختلف علاج ألم الصدر تبعًا للسبب وراء ذلك الألم.
الأدوية
من الأدوية المستخدمة لعلاج بعض من أكثر آلام الصدر شيوعًا ما يلي:
• مرخِّيات الشرايين. يعمل النيتروغليسرين على إرخاء شرايين القلب
حتى يتدفق الدم بسهولة أكثر عبر المساحات الضيقة،
وهو يُؤخذ عادةً على هيئة قرص يُوضع تحت اللسان. وتعمل أيضًا بعض أدوية ضغط الدم
على إرخاء الأوعية الدموية وتوسيعها.
• الأسبرين. إذا اعتقد مزودو الرعاية الصحية أن ألم الصدر مرتبط بقلبك، فسيُوصف لك الأسبرين على الأرجح.
• الأدوية الحالّة للجلطات. إن كنت تتعرض لنوبة قلبية، فقد تتناول أدوية مضادة للجلطات.
وتعمل هذه الأدوية على إذابة الجلطة التي تمنع الدم من الوصول إلى عضلة القلب.
• مميعات الدم. إذا كان أحد الشرايين المغذية للقلب أو الرئتين مصابًا بجلطة،
فسيصف لك الطبيب على الأرجح أدوية تمنع تجلط الدم للوقاية من تكوُّن المزيد من الجلطات.
• أدوية مثبطة للأحماض. إذا كان ألم الصدر ناتجًا عن ارتداد أحماض المعدة إلى المريء،
فقد يقترح مزود الرعاية الصحية تناول أدوية تقلل من كمية الحموضة في المعدة.
• مضادات الاكتئاب. إذا كنت تتعرض لنوبات هلع،
فقد يصف لك مزود الرعاية الصحية مضادات للاكتئاب
لمساعدتك في السيطرة على الأعراض. وقد ينصحك أيضًا بالعلاج بالحوار مثل العلاج السلوك المعرفي.
العمليات الجراحية والإجراءات الأخرى
من الإجراءات المتبعة لعلاج بعض من أخطر أسباب ألم الصدر ما يلي:
• الرأب الوعائي وتركيب دعامات. تُعالَج النوبة القلبية الناتجة عن انسداد أحد الشرايين المغذية
للقلب عن طريق إجراء الرأب الوعائي. يُدخل الطبيب قسطارًا مزودًا ببالون في طرفه
عبر أحد الأوعية الدموية الكبيرة، والتي عادةً ما تكون في منطقة الأربية،
ثم يوجهه نحو موضع الانسداد. ثم ينفخ الطبيب البالون لتوسيع الشريان،
لذلك ثم يفرغه، ويُخرج القسطرة. وعادةً ما يُوضع أنبوب شبكي سلكي صغير (دعامة)
على طرف القسطرة المزود بالبالون من الخارج. وعند تمديد الدعامة،
فإنها تثبت في الموضع المطلوب لإبقاء الشريان مفتوحًا.
• جراحة تحويل المسار (المجازة). في هذا الإجراء، يأخذ الجراحون أحد الأوعية الدموية
من أحد أجزاء الجسم الأخرى ليصنعوا منه مجرى آخر للدم بدلاً من الموضع المسدود من الشريان.
• الترميم الطارئ للتسلخ. قد يلزم إجراء جراحة طارئة لترميم تسلُّخ الشريان الأورطي،
وهي حالة خطيرة يحدث فيها تمزق الشريان الذي يحمل الدم من القلب إلى سائر أعضاء الجسم.
• إعادة نفخ الرئة. في حالة الإصابة بانخماص الرئة،
يُدخل مزود الرعاية الصحية أنبوبًا في الصدر ليعيد نفخها مرة أخرى.
تابعنا على جوجل نيوز
