أدب

إبراهيم فياض يكتب الأنانية وحب النفس.

إبراهيم فياض يكتب الأنانية وحب النفس.

اَلْكَثِيرَ مِنْ اَلنَّاسِ يُسِيءُ إِلَى ذَاتِهِ بِشَكْلٍ مُسْتَمِرٍّ ، فَيُقَدِّمُ عَلَى أَعْمَالٍ غَيْرِ مَسْؤُولَةٍ فِي سَبِيلِ إِشْبَاعِ حَاجَاتِهِ ، دُونُ اَلِاكْتِرَاثُ بِحَاجَاتِ اَلْآخَرِينَ ، فَيَنْغَمِسُ فِي حَيَاةِ اَلْأَنَانِيَّةِ .
فَبَعْضُ اَلْأَبْنَاءِ يَتَلَقَّوْنَ إِشْبَاعَاتٌ عَاطِفِيَّةٌ كَبِيرَةٌ مِنْ اَلْوَالِدَيْنِ عَلَى حِسَابِ بَقِيَّةِ اَلْأَبْنَاءِ ، مِمَّا يُوَلِّدُ لَدَيْهِ حَالَةُ اَلْأَنَانِيَّةِ عِنْدَ اَلْكِبَرِ ، بَيْنَمَا يَتَوَلَّدُ لَدَى إِخْوَتِهِ شُعُورَ اَلْحَسَدِ .
فَالْأَنَانِيَّةُ وَحُبّ اَلنَّفْسِ أَحَدَ اَلْأَمْرَاضِ اَلنَّفْسِيَّةِ اَلَّتِي اِنْتَشَرَتْ مُؤَخَّرًا فِي اَلْمُجْتَمَعَاتِ ، وَتُهَدِّدَ كَثِيرٌ مِنْ اَلْعَلَاقَاتِ اَلْمُجْتَمَعِيَّةِ بَلْ وَالْأُسَرِيَّةِ ،
إِذْ إِنَّ اَلْأَنَانِيَّةَ وَحُبَّ اَلنَّفْسِ قَدْ نَتَجَ عَنْهَا مَوْتُ اَلْمَشَاعِرِ ، وَقَدْ تُفْسِدُ اَلْعَلَاقَةُ بَيْنَ اَلْأَزْوَاجِ وَبَعْضُهُمْ اَلْبَعْضِ ، وَبَيَّنَ اَلْأَصْدِقَاءُ وَالْأَقْرِبَاءُ وَبَعْضُهُمْ اَلْبَعْضِ ، بَلْ حَتَّى بَيْنَ اَلْإِخْوَةِ فِيمَا بَيْنَهُمْ .
فَالْأَنَانِيَّةُ اَلْمُطْلَقَةُ هِيَ اَلصِّفَةُ اَلَّتِي أَهْلَكَتْ اَلْكَثِيرَ مِنْ اَلْبَشَرِ وَأَصَابَتْهُمْ بِحَالَةٍ مِنْ اَلْعَمَى اَلْعَاطِفِيِّ ، فَلَمْ يُقَدِّمُوا سِوَى اَلْمَزِيدِ مِنْ اَلْأَلَمِ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ بِمَا يَفْعَلُونَ .
فَالْأَنَانِيَّةُ هِيَ مَحَبَّةُ اَلذَّاتِ عَلَى حِسَابِ اَلْآخَرِينَ وَتَقْدِيسُهَا عَلَى حِسَابِ سَعَادَةٍ اَلْآخَرِينَ ، وَإِعْطَائِهَا مَاتْرِيدْ ، حَتَّى وَلَوْ مِنْ حَقِّ اَلْآخَرِينَ .
فَالْأَنَانِيَّةُ نَار تَأْكُلُ اَلشَّخْصَ وَمِنْ حَوْلِهِ .
اَلْأَنَانِيَّةُ هِيَ اِسْتِغْلَالُ اَلْآخَرِينَ ، لِإِشْبَاعِ رَغْبَةِ اَلْوُصُولِ عَلَى أَكْتَافِهِمْ ، وَحُبَّ اَلظُّهُورِ ، وَنُكْرَانَ جُهْدِ اَلْآخَرِينَ .
اَلْأَنَانِيَّةُ هِيَ نُكْرَانُ مَا قَدَّمَ إِلَيْكَ مِنْ دَعْمٍ وَحُبٍّ ، وَاعْتِبَارُهُ وَاجِبٌ وَحَقٌّ مِنْ حُقُوقِكَ بِدُونِ اَلِامْتِنَانِ أَوْ اَلتَّقْدِيرِ .
اَلْأَنَانِيَّةُ هِيَ أَنْ تَعْرِفَ حُقُوقَكَ فَقَطْ وَتَنَكَّرَ كُلُّ وَاجِبَاتِكَ .
اَلْأَنَانِيَّةُ هِيَ طَلَبُ اَلِاهْتِمَامِ وَالْمَعُونَةِ بِكُلِّ مَرَّةٍ تَسْقُطُ بِهَا ، وَلَكِنْ لَا تَقَدُّمَ اَلْمَثَلِ عِنْدَمَا يَسْقُطُ غَيْرَكَ وَيَطْلُب دَعْمُكَ .
اَلْأَنَانِيَّةُ هِيَ اَلتَّرْكِيزُ عَلَى اَلذَّاتِ فَقَطْ ، دُونُ مُرَاعَاةِ مَدَى تَأَثُّرِ قَرَارَاتِكَ ، وَمَرْدُودُهَا عَلَى مَنْ حَوَّلَكَ .
فَالْحُبُّ اَلْحَقِيقِيُّ هُوَ اَلَّذِي يَرْتَكِزُ عَلَى اَلْحَنَانِ اَلْمُتَبَادَلِ ، بِأَنْ يَحْرِصَ كُلُّ طَرَفٍ عَلَى اَلْآخَرِ ، وَيُعْطِيهُ مِنْ اَلْمَشَاعِرِ مَا يُشْعِرُهُ بِالْوِدِّ وَالتَّوَاصُلِ ، وَلَيْسَ اَلْأَنَانِيَّةَ فِي اَلْأَخْذِ .
نَعِمَ مِنْ اَلْمُهِمِّ جِدًّا أَنْ تُحِبَّ ذَاتَكَ وَتَحْتَرِمُهَا ، وَلَكِنْ بِدُونِ اَلْأَنَانِيَّةِ بِهَذَا اَلْحُبِّ عَلَى حِسَابِ كُلٍّ مِنْ حَوَّلَكَ ، فَأَنْتَ لَا تَعِيشُ بِمُفْرَدِكَ .

مقالات ذات صلة

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار

أنت تستخدم إضافة Adblock

يجب عليك ايقافها لكي يظهر لك المحتوي