
يا سائلينَ العارفينَ
بقلم مصطفى سبته
يا سائلينَ العارفينَ توَقفوا
أيجوزُ للعشاقِ أنْ يَتصَوَّفوا
قالوا إذا كان الحبيبُ مُتيّماً
وعيونهُ في الليلِ دمعا تذرفُ
أو أبصرتموه. بلا حراكٍ مَرّةً
رشوا عليه مِنَ الندى وتلطَّفوا
ثم اهْمِسوا في أذنه بتذلل
إنَّ التصوفَ في الغرامِ تطرُّفُ
صلى الإله على النـور الـذى ظهـرا
للعالميــن ففـاق الشـمس والقــمرا
أضـاءت الأرض نـورا يـوم مولـده
وأصبح الكـون من أنفاسـه عَطِــرَا
هـذا الـذي نـارت الـدنـيـا بطلـعتـه
و سـره فى قلوب العـارفين ســرا
مولـود حسن سنـاه يخجل القمـرا
جـائـت مـلائكـة الـرحمـن تشهـده
كـي مـا تمتـع مِن أنــواره الـنظـرا
طافوا به الأرض والأكوان أجمعها
ليُشهـدوا الناس سراً كان مُستتـرا
و أخبــروا أمـه أن الـذي وضـعـت
بفخـره عـز قـدر البيت و افتخـرا
هـذا النـبى الـذى من زار حـجـرته
نال الهنا والمنى والسؤل والوطرا
هـذا الـنـبـى الـذى لــولا جـلالـتـه
لم يخلـق الحـق لا جن و لا بشـرا
صلى عليه إلـه العرش ما سجعت
حمامة فـوق غصـن مائـل سحـرا
لك المشاعرُ دون الخلـقِ تشتاقُ
يا مَـن هُـداك لنـاَ طـبٌ وتـريـاقُ
صلى عليك إله الكون ما نظرت
إلـى بـديـع صـنــع الله أحــداقُ
صفه لي يا من رأيت الحِبَّ ليلا
إن عيني تشتهي ذاك الجمالا
صف جميلا كاملا خلقا وخلقا
من جمال الذات قد حاز الكمالا
صف مليحا طرفه أسبى العوالم
صف وجيها وجهه حاز الكمالا
صفه لي بالسندسية حين يبدو
كامل الأوصاف قد ملك الدلالا
صف عيون الهاشمي صف لي المحيا
صف لي ثغرا بابتسامته تلالا
صف جميلا أكحلا من غير كحل
أدعجا عينـاه تنسيك الغزالا
صف غَضُوض الطرف بسَّام المُحَيّا
أنجـلا تنسيك طلعته الهـلالا
صف جميل القد وردي الوجانا
صف مليحا حسنه فاق الخيالا
صف وضيىء الوجه دري المحيا
صف مليك الحسن وأنشده الوصالا
صف نبيا قد أتى من قبل آدم
جل من سواه ليس له مثالا
إن أبصرت عيناك طلعة مصطفانا
قل لي بربك كيف أدركت الوصالا
كم أنـادي يا أبا الـزهـراء أقبل
كم أنـادي يا أبا الـزهـرا تعالى
صِحت واشوقاه وجـدا يا حبيبي
إن عيني تشتهي ذاك الجـمـالا
ما ازدانتِ الأعيـادُ إلا أنهـا
جَمَعَت لزينتها بديـع جـمالـهِ
لما بدا في الأفق نورُ مُحَمَّدٍ
كالبدر في الإشراق عند كمالهِ
ما في البريّـةِ قَـطُّ مثلُ محمدٍ
في حسنِ سيرتهِ و سمحِ خصالهِ
يا صـاحب الخلق العظيم تحية
من مُدنَفٍ جَـمِّ الصَبَابَةِ وَالِـهِ
صلى عليك اللهُ جـل جلاله
وحـباك سَـابغَ فضـله ونوالـهِ
الشـمـس تخجل مِن أنوار طلعته
حارت عقول الورى في وصف معناه
تـبـارك الله مـا أحلـى شـمـائـلـه
حـاز الجـمـال فـمـابـهـى مُـحَـيَّـاه
وعلى نبـيِّـكَ ربِّ صـلِّ مُسَلِّمـاً
فهي الطـريق وللقـلوب شـفـاءُ
وعلى ذويه وأهله السفن التي
حملـتْ محبِّيهـم فـحُـقَ نجـاءُ