وحشتينا يا ميناء بورتوفيق

وحشتينا يا ميناء بورتوفيق
بقلم: اللواء خالد شوقي
وحشتينا يا ميناء بورتوفيق… يا سِت المواني ويا قلب السويس النابض زمان. كنتِ أكتر من مجرد ميناء، كنتِ حكاية شرايين الخير اللى بتضخ فى عروق المدينة، من البحر الأحمر لكل حارة وبيت في السويس.
عملت سنوات طويلة فى رحابك وأنا رئيس مباحث جوازات ميناء السويس، وشهدت على مجدك بعين الضابط المحب لبلده، وقلبي مليان بالفخر والحنين. كان بجواري زملاء أفاضل، أولهم وأغلاهم على قلبي، أخي وصديقي النائب اللواء حسن عيد، رحمه الله، رمز الرجولة والشهامة.
فى عزك، كنتِ تاني أكبر ميناء للركاب والبضائع فى البحر الأحمر بعد ميناء جدة، وكان على خطك أكتر من عشرين مركب ركاب غير سفن البضائع، وكلها بتشتغل بكفاءة وبحب. كانت الميناء فاتحة خير على كل الناس: من بحّارة لموظفين، من مستخلصين لشركات سياحة، لحمالين لسواقين أجرة بيكسبوا قوت يومهم بكرامة. أيامها ماكنش في بيت فى السويس مافهوش حد بيرتزق من خيرك. السويس كلها كانت شغالة، ومصر كلها كانت بتنتفع.
وكانت البواخر السياحية العالمية بتنزل عندك، تفرغ من السائحين اللى يملوا الشوارع حياة، يشتروا من المحلات، ويتصوروا في الأزقة، ويطلعوا رحلات على القاهرة يشوفوا الحضارة، وبعدين يرجعوا بذكريات جميلة عن بلدنا.
النهاردة، وأنا أبص ورايا، أقول لنفسي: يا ريت الزمن يرجع. يا ريت ترجعى زى زمان، يا بورتوفيق. لسه فينا الأمل، ولسه ولاد السويس قادرين يحيوا المجد من تاني، لو إدت لهم الفرصة، واتفكت القيود.
وحشتينا… وحشتينا قوى يا ميناء بورتوفيق.
اللواء خالد شوقي