وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر بقلم / محمـــد الدكـــروري

وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : السبت الموافق 10 فبراير 2024
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه، وسلم تسليما كثيرا ثم أما بعد إن الحديث يحلو عن عظماء الرجال ولكن الحديث إذا كان عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم فلا يجاريه حديث في روعته وحلاوته إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ملأ حبه الأفئدة وتشتاق إليه النفوس وبذكره ترق وتلين القلوب وعند الحديث عنه تطمع النفوس المؤمنة إلى رؤيته والالتقاء به في جنات النعيم والموعد معه إن شاء الله عند حوضه الشريف لنشرب منه شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدا.
فرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا وخُلقا وكان صلى الله عليه وسلم كما وصفه هند ابن أبي هالة كما في المعجم الكبير للطبراني عن الحسن بن علي قال سألت خالي هند بن أبي هالة التميمي وكان وصافا عن حلية النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أشتهي أن يصف لي منها شيئا أتعلق به فقال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم فخما مفخما يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر أطول من المربوع وأقصر من المشذب عظيم الهامة رجل الشعر إن انفرقت عقيصته فرق وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره أزهر اللون واسع الجبين أزج الحواجب، سوابغ في غير قرن بينهما عرق يدره الغضب أقنى العرنين له نور يعلوه يحسبه من يتأمله أشم، كث اللحية سهل الخدين ضليع الفم أشنب مفلج الأسنان.
دقيق المسربة كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة، معتدل الخلق بادن متماسك سواء البطن والصدر عريض الصدر، بعيد ما بين المنكبين ضخم الكراديس وهو عظم الترقوة، أنور المتجرد أي مشرق ما تجرد عنه ثيابه موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين أي الذراعين رحب الراحة سبط القصب، شثن أي غليظ الكفين والقدمين سائل الأطراف، خمصان الأخمصين، مسيح القدمين، ينبو عنهما الماء ،إذا زال زال قلعا أي إذا مشى ضرب رجليه بشدة يخطو تكفيا ويمشي هونا، ذريع المشية أي سريع، إذا مشى كأنما ينحط من صبب وإذا التفت التفت جميعا، خافض الطرف نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء.
جل نظره الملاحظة يسوق أصحابه أي يمشي خلفهم يبدأ من لقيه بالسلام، قلت صف لي منطقه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متواصل الأحزان دائم الفكرة ليست له راحة لا يتكلم في غير حاجة طويل السكوت يفتتح الكلام ويختتمه بأشداقه ويتكلم بجوامع الكلم فصل لا فضول ولا تقصير، دمث أي طيب الخلق ليس بالجافي ولا المهين يعظم النعمة وإن دقت لا يذم منها شيئا، لا يذم ذواقا ولا يمدحه ولا تغضبه الدنيا ولا ما كان لها فإذا تعرض للحق لم يعرفه أحد ولم يقم لغضبه شيء حتى ينتصر له، لا يغضب لنفسه ولا ينتصر لها إذا أشار أشار بكفه كلها وإذا تعجب قلبها وإذا تحدث اتصل بها فيضرب باطن راحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى وإذا غضب أعرض وأشاح وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم ويفتر عن مثل حب الغمام.