نعم الله على خلقه بقلم / محمـــد الدكـــروري

نعم الله على خلقه
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 9 فبراير 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل الله فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد تعالوا نتأمل نعم الله على خلقه وحال الناس حيال تلكم النعم والخيرات ومن أعظم ما يشكر الله به على نعمه أن تصرف في وجوه البر والخير، ومن أجل ما تحفظ به النعم حمد المنعم جل جلاله على ما أولى وأعطى، ولقد رتب الله تعالى على ذكره فلاحا وأجرا عظيما وخيرا ونجاحا، وعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أخذ مضجعه من الليل قال ” اللهم باسمك أموت وأحيا ” فإذا استيقظ قال ” الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور ” رواه البخاري.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” إذا استيقظ فليقل الحمد لله الذي عافاني في جسدي وردّ عليّ روحي وأذن لي بذكره ” رواه النسائي، وهذا نوع من أنواع الإستفتاحات التي كان يستفتح بها النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم صلاته بالليل وينبغي لكل مسلم أن يحفظ تلكم الإستفتاحات كي يتتبع بها سنة الحبيب المصطفي صلى الله عليه وسلم فيأتي بهذا مرة وهذا مرة حتى لا تنسى وتصبح في طي النسيان وهذه من وصايا العلماء رحمهم الله تعالى، وعن أبي العلاء الشامي قال لبس أبو أمامة ثوبا جديدا فلما بلغ ترقوته قال ” الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي، وأتجمل به في حياتي ” ثم قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
” من استجد ثوبا فلبسه فقال حين يبلغ ترقوته ” الحمد لله الذي كساني ما أواري به عورتي وأتجمل به في حياتي ثم عمد إلى الثوب الذي أخلق أو قال ألقي فتصدق به كان في ذمة الله تعالى، وفي جوار الله، وفي كنف الله حيا وميتا، حيا وميتا، حيا وميتا” رواه أحمد، وهنا أشير إلى أنه لا ينبغي أن تقال هذه الكلمات جهرا بحيث يسمعها المبتلى، لأن ذلك يبعث الحزن ولكآبة في قلبه، ويجعله يبغض قائلها فكما قرر العلماء ينبغي أن تكون هذه الكلمات من تلقاء نفسه وفي سره، إلا إذا كانت البلية معصية لله تعالى فلا بأس أن يرفع صوته ليسمعه المبتلى فربما تاب وعاد وتذكر وأناب، وقال الطيبي ذكر نعما أربعا، الإطعام والإسقاء والتسويغ وسهولة الخروج فإنه سبحانه وتعالى خلق الأسنان للمضغ والريق للبلع وجعل المعدة مقسما للطعام ولها مخارج.
فالصالح منه ينبعث إلى الكبد وغيره يندفع في الأمعاء كل ذلك فضل ونعمة يجب القيام بواجبها من الشكر بالجنان والقول باللسان والعمل بالأركان ” وقال أهل العلم “يعني لا يكفي في دفع العطش والجوع معا شيء واحد إلا اللبن لأنه وإن كان بسيطا في الحس لكنه مركب من أصل الخلقة تركيبا طبيعيا من جواهر ثلاث جبنية وسمنية ومائية، فالجبنية باردة رطبة مغذية للبدن، والسمنية معتدلة في الحرارة والرطوبة ملائمة للبدن الإنساني الصحيح، كثيرة المنافع، والمائية حارة رطبة مطلقة للطبيعة مرطبة للبدن فلذلك لا يجزئ من الطعام غيره، وقد حاول بعضهم التفضيل بين اللبن والعسل فمنهم من فضّل اللبن على العسل ومنهم من فضّل العسل على اللبن والقول الوسط والله أعلم، أن اللبن أنفع من حيث الرّي والشبع والعسل أفضل من حيث الدواء والعلاج والنفع والحلاوة “
تابعنا على جوجل نيوز