نعمة تنفع ونعمة تضر
بقلم / محمد عزوز
نعم الله علينا لا تُعد ولا تُحصى، فهي هبات عظيمة تغمر حياتنا وتساعدنا على العيش بسعادة واستقرار. ومع ذلك، قد يخطئ بعض الناس في فهم قيمة هذه النعم، فيفترون عليها بإهمالها أو يسيئون استخدامها بطريقة لا تخدمهم ولا تفيد الآخرين. إن هذه النعم، سواء كانت الصحة أو المال أو السلطة، تهدف إلى جعل حياتنا وحياة من حولنا أفضل، وتُمنح لنا لنسهم في خدمة المجتمع وإفادة الآخرين، لا لنستخدمها في إيذاء أنفسنا أو من حولنا.
الصحة، المال، والسلطة، من أعظم النعم التي أنعم الله بها على الإنسان، وهي كنوز تتطلب استخدامًا مسؤولًا وتقديرًا عميقًا. فالاستفادة المثلى من هذه النعم يمكن أن تحقق للإنسان سعادة ونجاحًا، بينما قد يؤدي إساءة استخدامها إلى أضرار للفرد والمجتمع.
نعمة الصحة
الصحة كنز ثمين يسمح للإنسان بممارسة حياته بنشاط وحيوية. الاستخدام الأمثل لهذه النعمة هو الاهتمام بالنظام الغذائي، وممارسة الرياضة، وتجنب السلوكيات الضارة كالتدخين وتعاطي المخدرات. فالصحة هي القوة التي تدفع الإنسان للعمل بجد واجتهاد، ليخدم نفسه وأسرته ومجتمعه.
أما الاستخدام السلبي للصحة فيكمن في إهمالها أو استخدامها في سبيل إيذاء الآخرين، سواء بالتعدي على الآخرين جسديًا أو استغلال القوة في السيطرة والإضرار بالضعفاء. من المؤسف أن بعض الأفراد الذين يتمتعون بصحة جيدة يستخدمونها في التجاوز والتعدي بدلاً من نشر الخير والسلام.
نعمة المال
المال وسيلة لتحقيق الاستقرار وتوفير حياة كريمة، لكن المهم هو كيفية استخدامه. الاستخدام الأمثل للمال يكون في مساعدة الآخرين، والمساهمة في تحسين حياة المجتمع، والادخار للمستقبل، وتحقيق أهداف شخصية بشكل معتدل. هذا الاستخدام يجعل المال وسيلة للراحة والسعادة، ويساهم في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
أما الإساءة في استخدام المال فتكمن في الإسراف والإنفاق المفرط على الأمور التافهة، أو في استخدامه للإضرار بالآخرين من خلال التلاعب والرشوة، أو في تحقيق مصالح شخصية ضيقة. هذا الاستخدام قد يؤدي في النهاية إلى فقدان هذه النعمة، ويؤدي أيضًا إلى تدهور المجتمع وزيادة الفجوة بين الأغنياء والفقراء.
نعمة السلطة
السلطة تتيح للإنسان القدرة على التأثير وإحداث التغيير، وهي أمانة كبيرة ينبغي أن تُستخدم لتحقيق العدالة وخدمة المجتمع. الاستخدام الأمثل للسلطة يكون عندما يتخذ القائد قرارات تهدف إلى تحسين حياة الناس، ويكون عادلاً بين الأفراد، ويعمل على تحقيق المصلحة العامة.
لكن عندما يُساء استخدام السلطة، تصبح وسيلة للسيطرة والاستغلال، وتتحول إلى مصدر ظلم وإيذاء، مما يؤدي إلى تفكك العلاقات الاجتماعية وزيادة الكراهية بين الناس. فالسلطة حين تُستخدم لفرض السيطرة على الآخرين واستغلال النفوذ في تحقيق مصالح شخصية تُصبح نقمة بدلاً من نعمة.
خاتمة
في النهاية، جميع النعم تتطلب شكرًا وعملًا مسؤولًا. فتقدير النعم يعني استثمارها في سبيل الخير وخدمة الآخرين، والعمل على تعظيم الفائدة منها للإنسان والمجتمع.
.
تابعنا على جوجل نيوز