نصر دين الإسلام بالقول والفعل
نصر دين الإسلام بالقول والفعل
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي أمر بالإجتماع ونهى عن الإفتراق، وأشهد أن لا إله إلا الله الحكيم العليم، الخلاق الرزاق، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، رُفع إلى السماء ليلة المعراج حتى جاوز السبع الطباق، وهناك فرضت عليه الصلوات الخمس بالاتفاق، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين نشروا دينه في الآفاق، ومن تبعهم بإحسان إلي يوم التلاق ثم أما بعد إن من علامات صدق مجبة النبي صلى الله عليه وسلم هو توقيره وتصديقه ونصرة سنّته والدفاع عن شريعته، وقد قال القسطلاني ومن علامات هذه المحبة هو نصر دين الإسلام بالقول والفعل والدفاع عن الشريعة المقدسة والـتخلق بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم في الجود والإيثار والحلم والصبر والتواضع، فصدق محبة النبي صلى الله عليه وسلم له برهان حيث قال القاضي عياض رحمه الله.
علامة محبته صلى الله عليه وسلم أن من أحب شيئا آثره وآثر موافقته وإلا لم يكن صادقا في حبه وكان مدّعيا فالصادق في حب النبي صلى الله عليه وسلم من تظهر علامة ذلك عليه وهو الإقتداء به وإستعمال سنّته وإتباع أقواله وأفعاله، وإمتثال أوامره وإجتناب نواهيه والتأدب بآدابه في عسره ويسره، ومنشطه ومكرهه، وإيثار ما شرعه وحض عليه على هوى نفسه وموافقة شهوته، ومن علامات محبة النبي صلى الله عليه وسلم هو كثرة ذكره له فمن أحب شيئا أكثر من ذكره، ومنها كثرة شوقه إلى لقائه فكل حبيب يحب لقاء حبيبه، ومن علاماته مع كثرة ذكره تعظيمه له وتوقيره عند ذكره وإظهار الخشوع والإنكسار مع سماع اسمه، ومنها محبته لمن أحب النبي صلى الله عليه وسلم ومن هو بسببه من آل بيته وصحابته من المهاجرين والأنصار.
وعداوة من عاداهم وبغض من أبغضهم وسبّهم فمن أحب شيئا أحب من يحب، ومنها بغض من أبغض الله ورسوله ومعاداة من عاداه ومجانبة من خالف سنته وإبتدع في دينه وإستثقاله كل أمر يخالف شريعته، وإن الرجل من آحاد البشر ليطلب لنفسه التوقير في قلوب محبيه فإن لم يجده رحل بعد أن ترحلت محبته من قلوبهم، فلا يطلبن الله توقيره وتوقير نبيه في قلبك فلا يوجد فيوشك أن تترحل محبته ومحبة نبيه صلى الله عليه وسلم، وقروا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعظموه بتعظيم أمره، والوقوف عند نهيه، والكف عن محارمه فقال تعالي ” فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ” وقال أبو عبد الله الإمام أحمد بن حنبل أتدري ما الفتنة ؟ الفتنة الشرك، لعله إذا ردّ بعض قوله أن يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك.
ويعني إذا ردّ بعض قول النبي صلى الله عليه وسلم، وما أكثر ما نجلّ الناس، ونعظّم أقوال الناس، وذو الجلال وصاحِب المقام أحق بالإجلال، وإن من توقير الله إجلال من يستحق الإجلال وتقديم من يستحق التقديم، ومن توقير النبي صلى الله عليه وسلم وإجلاله أن لا يقدّم قول غيره على قوله، وأن تترك الأقوال لأجل قوله، وأن يؤخذ قوله مأخذ التسليم والإنقياد، وكان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم لا يرضون بتقديم قول غيره صلى الله عليه وسلم على قوله، مهما كانت منزلة القائل وقدره ومكانته، فإن من فضل الله عز وجل على هذه الأمة أن جعلَها آخر الأمم وأفضلها كما جاء في الحديث “نحن الآخرون السابقون يوم القيامة” وجعل نبيها أفضل الرسل والأنبياء وخاتمهم، وجعل حبه صلى الله عليه وسلم دينا ندين الله عز وجل به، ونتقرب به إليه.
تابعنا على جوجل نيوز