ملتقى تحديات ترسيخ وتأصيل الهوية المصرية القديمة” بمشاركة وزير الشباب والرياضة عبرالفيديو كونفرانس
كتب ضاحى. عمار
شهد وزير الشباب والرياضة المصري، الدكتور أشرف صبحي، ملتقى “تحديات ترسيخ وتأصيل الهوية المصرية القديمة”، الذي انعقد في متحف آثار بني سويف عبر تقنية الفيديو كونفرانس، في إطار المبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان”. تأتي هذه المبادرة في سياق جهود الدولة لتعزيز الهوية الوطنية، وتوعية الشباب بتاريخهم العريق، ورفع مستوى ارتباطهم الثقافي بوطنهم.
أهداف الملتقى ودوره في ترسيخ الهوية المصرية
عبّر الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، عن سعادته بجهود تنظيم هذا الملتقى، مؤكداً أنه خطوة مهمة في تعزيز الهوية المصرية القديمة وسط جيل الشباب. وأشار إلى أهمية نشر الوعي بالتراث الحضاري المصري، حيث يُسهم هذا النوع من الفعاليات في ترسيخ انتماء الشباب لأرضهم وتاريخهم العريق
وأكد صبحي أن تنظيم هذا الحدث يأتي ضمن رؤية وزارة الشباب والرياضة لدعم الشباب المصري وتعريفهم بأصالة هويتهم، مشيرًا إلى أن هذا الفهم للتراث لا يقتصر على المعرفة التاريخية فحسب، بل يتجاوزه إلى تمكين الشباب من تطبيق هذه المعرفة في الأنشطة الرياضية والشبابية، بما يعزز التماسك الاجتماعي ويُظهر القوة الكامنة في الثقافة المصرية
ورش العمل والمحاضرات: تعزيز الوعي الثقافي بين الشباب
ضم الملتقى العديد من ورش العمل والمحاضرات التي هدفت إلى تعميق فهم الشباب لتاريخهم وتراثهم العريق. وقدم متخصصون في التاريخ والثقافة المصرية محاضرات تفاعلية غنية بالمعلومات حول الحضارات التي سكنت أرض مصر، بدءًا من الفراعنة ومرورًا بالحضارة القبطية والإسلامية، وصولاً إلى التراث الحديث
وتطرقت ورش العمل إلى كيفية دمج هذا التراث الثقافي في الأنشطة اليومية للشباب، سواء من خلال الرياضة أو الفعاليات الثقافية، حيث تمت مناقشة أفكار عديدة تُمكّن الشباب من التفاعل مع تراثهم بأساليب جديدة، مما يخلق مساحة للتعبير عن هويتهم بطرق إبداعية
وأشاد أحد المسؤولين عن تنظيم الملتقى بأهمية العمل على تجديد انتماء الشباب لتراثهم، قائلًا إن “هذه المبادرات تمنح الشباب فرصة للالتقاء والتعرف على أجزاء مختلفة من تاريخهم في بيئة تفاعلية، وهو أمر نراه ضروريًا في ظل تحديات العولمة
دور المتحف والأنشطة الشبابية في المحافظة على التراث جاء تنظيم هذا الحدث بالتعاون مع متحف آثار بني سويف ومديرية الشباب والرياضة بالمحافظة، حيث أُقيمت الفعاليات في رحاب المتحف لتعزيز قيمة المتاحف كمراكز تعليمية وثقافية. يُعد المتحف فضاءً مهماً يُعطي زواره إحساساً بأنهم محاطون بكنوز من تراثهم، ما يعمق إحساسهم بالانتماء ويزيد من وعيهم بقيمتهم الحضارية
وأشار مدير متحف آثار بني سويف إلى أهمية ربط الشباب بتراثهم من خلال فعاليات تُنظم في مواقع ذات قيمة تاريخية، موضحًا أن المتحف يقدم أيضًا برامج توعية مستمرة للزوار، بما فيها الأنشطة التي تُشرك الشباب في الترميم الافتراضي، ومحاكاة الحياة اليومية في مصر القديمة.
استعراض المبادرات الشبابية لتعزيز الهوية الوطنية خلال الملتقى، تم استعراض العديد من المبادرات الشبابية التي تهدف إلى جعل الشباب أكثر ارتباطاً بتراثهم الثقافي، مثل برامج “المتطوعين الشباب للآثار” التي تُشرك الشباب في أنشطة توعوية للحفاظ على التراث الوطني، وإرشاد الزوار، وتنظيم فعاليات ثقافية تتناول تاريخ مصر بشكل شيّق.
كما تم التطرق إلى مبادرات رياضية تسعى لتعزيز الهوية من خلال الأنشطة البدنية، حيث أشار بعض المدربين الرياضيين المشاركين إلى أن الرياضة تُعتبر من أدوات التواصل الفعّالة لربط الشباب بقيمهم التاريخية، فهي تجمع الشباب بروح تنافسية تجسد تماسكهم ووحدتهم.
وفي هذا السياق، يقول أحد المدربين المشاركين: “الرياضة تحمل في طياتها قيمًا من التراث، حيث تُعزز روح التحدي والعزيمة، وهي صفات متجذرة في تاريخنا. نهدف من خلال هذه المبادرات إلى زرع هذه القيم في نفوس الشباب، وجعلهم يشعرون بالفخر بانتمائهم لهذه الأرض”.
أثر المبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان تُعد المبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان” محورًا رئيسيًا لاهتمام الدولة بتنمية الشخصية المصرية، حيث تُركز على بناء الإنسان معرفيًا وثقافيًا ورياضيًا، إضافة إلى تعزيز وعيه بتراثه القومي. وتأتي هذه الفعاليات ضمن برنامج طويل الأمد يسعى إلى رفع مستوى الثقافة والتواصل بين الشباب وجذورهم، مما يُعزز شعورهم بالفخر والاعتزاز بتاريخهم.
وأوضح مسؤول بوزارة الشباب والرياضة أن المبادرة تهدف إلى وضع الشباب في مركز الاهتمام، وتقديم الأنشطة التربوية الهادفة التي تعزز قيمهم وتساعدهم على التفكير الإيجابي، حيث أشار إلى أن مثل هذه الفعاليات تشجع الشباب على التمسك بالهوية المصرية العريقة، وتجعلهم قادرين على مواجهة التحديات بروح مفعمة بالإيمان بوطنه
عبّر العديد من المشاركين الشباب عن حماسهم لمثل هذه المبادرات، حيث قالت إحدى المشاركات: “كنتُ أعتقد أن التاريخ شيء بعيد عن حياتنا اليومية، لكنني اكتشفت هنا أن التراث المصري جزءٌ من هويتنا كأفراد. شعرت بالفخر عندما عرفت أن أجدادنا بنوا حضارة لا تزال تُدرس حول العالم
وقال شاب آخر: “كانت ورش العمل ملهمة حقًا، وأشعر الآن بارتباط أكبر بمصر وتراثها. هذا الملتقى يعطينا الفرصة لمعرفة أصولنا وتاريخنا بأسلوب تفاعلي.
كما أشار بعض المشاركين إلى أنهم يأملون في المزيد من هذه الفعاليات التي تجمع بين المعرفة التاريخية والأنشطة التفاعلية، مؤكدين أنها تساعدهم على فهم هويتهم بشكل أعمق وتجعلهم فخورين بتاريخهم العريق
في نهاية الملتقى، أكد وزير الشباب والرياضة على أهمية استمرار تنظيم هذه الفعاليات التي تسهم في بناء وعي جيل جديد مرتبط بجذوره، متطلعًا إلى المزيد من التعاون مع الجهات الثقافية والتعليمية لضمان توسيع هذه المبادرات وتكرارها في جميع المحافظات المصرية.
وأضاف أن وزارة الشباب والرياضة ستواصل دعمها لمثل هذه المبادرات الرامية إلى إحياء التراث المصري، وتعزيز الهوية الوطنية بين الشباب، معتبراً أن فهم الشباب لتراثهم وتاريخهم هو الأساس لبناء مجتمع قوي ومتماسك يستطيع مواجهة تحديات العصر.
تابعنا على جوجل نيوز