مصر في قلب العاصفة
رسالة تنبيه للشعب المصري
بقلم القيادي العمالي المستقل: محمد عبدالمجيد هندي
إن ما يدور في منطقتنا العربية اليوم ليس مجرد أحداث عابرة أو صراعات وقتية، بل هو مخطط ممنهج يهدف إلى زعزعة الاستقرار، وتقويض إرادة الشعوب، وتفكيك الدول التي تحمل على عاتقها مسؤولية التصدي لأطماع الخارج وألاعيب الداخل. ومصر، قلب العروبة النابض، ليست بمنأى عن هذه العواصف.
أيها الشعب المصري العظيم، أقولها لكم من القلب: احذروا أن تتسلل سهام الفتنة بين صفوفكم، احذروا أن ينال أحد من وحدتكم الوطنية أو من قوتكم المجتمعية. إن مصر كانت وستظل عصية على كل من أراد بها شرًا، لأن قوتها ليست في مواردها فقط، بل في شعبها العظيم الذي طالما كان حصنها المنيع وسر بقائها.
لقد كانت مصر دائمًا مسقط الوحي وممر الأنبياء، أرضًا مقدسة أكرمها الله وشرفها بين الأمم. شعبها في رباط إلى يوم الدين، وجندها خير أجناد الأرض، كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم. هذه ليست مجرد كلمات نرددها، بل حقيقة تاريخية أثبتتها الوقائع على مر العصور.
وفي هذا الوقت العصيب، علينا جميعًا الالتفاف حول مؤسسات الدولة، لأن قوتنا تكمن في وحدتنا. مؤسساتنا الوطنية، من الجيش والشرطة إلى القضاء وكافة أجهزة الدولة، ليست مجرد هياكل إدارية، بل هي العمود الفقري للوطن، وهي درعه الواقي أمام كل خطر يتهددنا.
إلى أعداء مصر في الداخل والخارج: اعلموا أن مصر ليست لقمة سائغة، ولن تنكسر مهما اشتدت التحديات. هذا الوطن الذي واجه الغزاة والطغاة على مر الزمان لن يسقط في يد أي طامع. التاريخ يشهد أن كل من حاولوا العبث بأمن مصر قد انتهوا إلى الفشل، وستظلون أنتم أيضًا عبرة لمن يعتبر.
إلى أبناء مصر في كل مكان: أنتم السد المنيع الذي يواجه به الوطن كل الأخطار. كونوا واعين لما يدور من حولكم. لا تصدقوا الشائعات المغرضة، ولا تنساقوا وراء دعوات التفرقة والتخريب. مصر بحاجة إلى كل يد تبني، إلى كل عقل يفكر بحكمة، وإلى كل قلب ينبض بالوطنية.
دعونا نجعل من هذا الوقت نقطة انطلاق جديدة نحو مستقبل أفضل. ولن يتحقق ذلك إلا بالعمل الجاد، والإخلاص للوطن، واليقظة الدائمة. نحن شعب صنع الحضارة، وكتب التاريخ، وواجه المحن. وسنظل كذلك، أوفياء لبلدنا، مخلصين لقيمنا، ومتمسكين بحقنا في العيش بكرامة وأمان.
ختامًا، أقول لكل مصري ومصرية: الوطن أمانة في أعناقكم. حافظوا عليه بكل ما أوتيتم من قوة. ومهما حاول الأعداء، ستظل مصر شامخة، أبية، لا تنحني إلا لله.
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها، وجعلها دائمًا منارة للعزة والكرامة.
