مرحلة النضج

(٥٥) مرحلة النضج
بقلم حمدى بهاء الدين
لا أدرى ما الذى جعلنى على هذا الوضع وكيف أصبحت على هذه الحالة ، لقد أصبحت هادئا إلى درجة التراخي وأصبحت مطيعا الى ما يشبه الخضوع قانعا إلى ما يشبه الرضا ولا أدرى إن كنت أصبحت هكذا لبلوغ سن النضج والخبرة الحياتية ونضج المشاعر والإتزان فى الفعل ورد الفعل أم تعبت من المناهدة والجدل أم أصبحت على درجة متقدمة من إحتواء الطرف الآخر ومعالجة الأمور والتوفيق بين الرغبات والظروف أم أصبحت عاشقا لدرجة تمنعني من أنظر إلى نفسي والنظر إلى من أحب أم هى حالة طبيعية للتكفير عن التقصير والذنوب والخطايا أم أصبحت على ما كان يجب أن أكون عليه أم رجوعا إلى الرشد والإفاقة من الغى والتكبر وتقديس الذات
لقد أصبحت متسامحا إلى درجة النبل عفوا إلى درجة السمو بالروح والإرتقاء عن هفوات البشر ، أصبحت سخيا إلى درجة السفه عطاءا بلا حدود وبلا حسابات
أصبحت أرى الأشياء بعين مختلفة عن عين الماضى وأصبحت سلسا غير معقد لا أرهق أحد خاصة من أحب أو من أعول أو من التزم نحوه أو حتى نحو الغرباء
أصبحت أقبل العذر قليل المعاتبة أكتفي بالقليل لا أطمع فى المزيد من حب أو ضم أو إحتواء ، ربما فهمت حقيقة المشاعر وحقيقة الحياة ووصلت اخيرا إلى غايات البشر وإحتياجات النفس البشرية وتغيرها وتبدلها وتقلبها ، ربما اكون وصلت لمرحلة نضج العقل والروح والمشاعر
# بقلم حمدى بهاء الدين