مداومة الطاعة والعبادة بعد رمضان صفة المؤمنين الصادقي

مداومة الطاعة والعبادة بعد رمضان صفة المؤمنين الصادقين.
اسامة مرزوق.
ها هو شهر رمضان قد مضى
مضى بأيامه الفاضلة، ولياليه العامرة.
مضى بعد أن كان بين أيدينا، وملء أسماعنا ونور أبصارنا، وبهجة قلوبنا.هدأت الحركة فى المساجد .. وقلت الصفوف .. وأعيدت المصاحف إلى الرفوف .. وبقيت ثلة خفية نقية جعلت حياتها رمضان دائما. مصاحفها لا تعرف الغبار.. لكن ما يثير العجب أن تجد بعض الناس فى رمضان من الصائمين القائمين والمستغفرين والمطيعين لرب العالمين، ثم ما إن ينتهى الشهر تنتكس فطرته ويسوء خلقه فتجده للصلاة ولأعمال الخير تاركاً وللمعاصى مرتكباً وفاعلاً، وعن طاعة الله مبتعداً!
المؤسف أننا نجد ظاهرة اكتظاظ المساجد فى شهر رمضان بالمصلين وانتشار موائد الطعام وكثرة القربات وصلة الأرحام وفجأة يقل هذا تدريجيا عند فجر آخر يوم من رمضان، وتعود الأمور إلى طبيعتها التى كانت قبل هذا الشهر الكريم، وهذه الظاهرة تحتاج إلى توعية لأن العبادات لها مدلول وهدف إذا لم يتحقق فإن قبولها الكامل من الله عز وجل سيكون محل نظر، فالنبى صلى الله عليه وسلم قال: (من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له) ويقول أيضا: (رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش)، ومثل ذلك فى الحج والزكاة وغير ذلك من العبادات، والعلماء يقولون إن القليل الدائم أفضل عند الله من الكثير المنقطع، وهذا لا يتحقق إلا إذا قام المسلم بتذكير نفسه دائما برقابة الله الدائمة له بعد أن قام بعبادة الصوم فلا يهمل هذا المجهود الذى قام به ويضيعه بهذه السلبية؟ وهو أمر يتسبب فيه النسيان البشرى وتدخل الشيطان دائما بإحباط عمل الإنسان وإبعاده عن التواصل فى عبادة ربه والمؤمن الصادق هو من يداوم على الطاعة والعبادة واعمال الخير .
فكونوا ربانيين ولا تكونوا رمضانيين، ولا تقطعوا طاعاتكم وعباداتكم؛ فإن أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل. تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام والدعاء وسائر الأعمال.. وجعلنا وإياكم من المقبولين الفائزين.