دنيا ودين

ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان

ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأربعاء الموافق 14 أغسطس 2024
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، ثم أما بعد، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، ما يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه” وأعوذ بالله أن يكون الإنسان ينام ويأكل ويشرب ويذهب ويجيء وهو قضى شهرا أو سنه أو عشر سنوات قد تساهل بكلمه من سخط الله فألقاها ولا يزال الله ساخطا عليه لمده عشرين سنه أو اربعين أو خمسين سنه الى أن يموت لا يزال الله ساخطا عليه الى يوم يلقاه.

فهل نظرت في مقدار عظمه هذه الكلمات فيقول علقمه رحمه الله يقول والله كم من كلام أردت أن أتكلم به فمنعنيه حديث بلال ابن الحارث ويعني هذا الحديث، ومما يبين خطورتها أن بالكلمة خرج إبليس من الجنة، وبها خسر إنسان دنياه وآخرته، ففي سنن أبي داود، سنن أبى داود، قال أبو هريرة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول “كان رجلان في بني إسرائيل متواخيين، فكان أحدهما يذنب والآخر مجتهد في العبادة، فكان لا يزال المجتهد يرى الآخر على الذنب فيقول أقصر، فوجده يوما على ذنب فقال له أقصر، فقال خلني وربي، أبعثت علي رقيبا؟ فقال والله لا يغفر الله لك، فقبض أرواحهما، فاجتمعا عند رب العالمين، فقال لهذا المجتهد أكنت بي عالما؟ أو كنت على ما في يدي قادرا؟ وقال للمذنب اذهب فادخل الجنة برحمتي،

وقال للآخر اذهبوا به إلى النار” وقال أبو هريرة رضي الله عنه والذي نفسي بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته، وبها يكفر الإنسان ويخرج من دين الإسلام، وهي من أسباب دخول النار، وبها يرضي الإنسان ربه أو يسخطه، وقال ابن عثيمين رحمه الله “الكلمة الطيبة تنقسم إلى قسمين طيبة بذاتها طيبة بغاياتها، أما الطيبة بذاتها كالذكر لا إله إلا الله، الله أكبر، الحمد لله، لا حول ولا قوة إلا بالله، وأفضل الذكر قراءة القرآن، وأما الكلمة الطيبة في غايتها فهي الكلمة المباحة كالتحدث مع الناس إذا قصدت بهذا إيناسهم وإدخال السرور عليهم، فإن هذا الكلام وإن لم يكن طيبا بذاته لكنه طيب في غاياته في إدخال السرور على إخوانك، وإدخال السرور على إخوانك مما يقربك إلى الله عز وجل” وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.

“إن العبد المسلم إذا قال سبحان الله وبحمده، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، تبارك الله، أخذهن ملك فجعلهن تحت جناحه، ثم صَعد بهن إلى السماء، فلا يمر بهن على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن، حتى يجيء بهن وجه الرحمن عز وجل، ثم قرأ عبد الله رضي الله عنه ” إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه” فالإسلام يدعو إلى الكلمة الطيبة، وفي القرآن الكريم الأمر بالقول المعروف، والقول السديد، والقول الميسور، والقول الحسن، والقول الكريم، والقول اللين، وأما القول البليغ الزاجر الرادع المانع المرهب فهو للمنافقين وعتاة المجرمين، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى عفة اللسان، وطيّب الكلام، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم.

” ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء” والطعان هو الوقاع في أعراض الناس، والعياب يعيب ما لإخوانه، واللعان هو كثير اللعن، والفاحش هو الذي يتكلم بما يثير الشهوة، والبذيء هو الكلام الذي يحمل عليه عدم الحياء، وفي هذا الحديث فائدة وهو أن الطعن والجرح كما يحدث بالسيف والسنان يحدث باللسان، فالأول جرح حسي، والآخر جرح معنوي، ولربما كان الجرح المعنوي أشد مرارة وأكثر ألما من الحسي.

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار