مقالات

كن جميل الروح تهواك القلوب

بقلم د. ولاء السيد 

جمال الروح هو الشيء الوحيد الذي يستطيع الأعمى أن يراه.

وهي الشئ الوحيد الذي لايستطيع الزمان النيل منه.

الارواح الجميلة لا تحتاج

إلي مقدمات حتي تدخل القلب.

قد يكون للوجوه أربعين نسخة.

فكما يقولون في المثل يخلق من الشبه أربعين.

ولكن تبقي الروح بلا شبيه.

بصمة الروح لا تتكرر….

فالجمال الحقيقي ليس بامتلاك وجة جميل

ولا لبس شيك وأنيق.. كما يعتقد الكثيرون.

بل بامتلاك قلبا حنونا،

وعقلا جميلا ، وروحا طيبه.

الجمال الحقيقي هوجمال الطبع والمنطق.

هو العين التي ترى الجمال ولا ترى القبح.

ومن اجمل ما قرأت للكاتب العظيم أحمد مصطفي لطيف:

أنه قد يكون المرء من ذوي النفوذ أو المال أو العلم والمعرفة،

فما لديه يحتاجه الآخرون وقبولهم له..

يكون مرهونا بقدر عطائه وذلك على الرغم من فظاظته في كثير من الأحيان.

وقد ترغمك الظروف على تقبل مديرك، طبيبك، معلمك ، جارك، وأستاذك…

ولكن بمجرد انتهاء سبب العلاقة ستطوي صفحته وتنسى عطاياه ويلتصق بالذاكرة فظاظته وقلة ذوقه على الرغم من أنه قد يكون أنقذ حياتك أو غير مسارها للأحسن.

فما بين اضطرارنا لقبول الأخر..

وبين السعي إليه بإرادتنا شعرة رقيقة إلا وهي الروح.

والروح أعني بها هنا المنهج والأسلوب في التعامل مع الآخر.

فكثير منا هجر أشهر الأطباء، أو أكبر المشايخ أو نتيجة الغلظة أو التعالي.

فصدق الله العظيم حين قال لرسوله الكريم

“فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ”

فالروح الجميلة التي تهواها القلوب هي التي توجه صاحبها لجبر الخواطر،

ونجدة الملهوف، والرفق بالضعفاء والمبادرة بالإحسان، وستر عيوب الآخرين، وكظم الغيظ، العفو عند المقدرة، والاعتذار عند الشطط،

وإذا ولي أمر أخرين أن يضع نفسه موضعهم عند التصرف في شئونهم، وأن يخاطب الآخرين على قدر عقولهم…

فهذه صفات الروح السمحة التي تجعل قلب وروح الآخرين متعلقة بها.

كلنا نتذكر معلم أو طبيب أو جار أو قريب تعاملنا معه منذ عقود ، قد تركت روحه السمحة أثرا في نفوسنا،

فنظل نتذكر محاسنه، ونستشهد بها فندعو له بظهر الغيب بالرحمة والمغفرة.

فيا رب يا حنان يا منان من علينا بالروح الطيبة والنفس الخيرة التي تجعلنا في عون عبادك…

يا أكرم الأكرمين…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار