
قليل من الفرح كثير من الألم
خواطر بقلم/ محمد سعد شاهين
قليل من الفرح كثير من الألم
لم أطلب من الحياة سوى مقعدٍ صغير على رصيف الطمأنينة، لكنها أهدتني عاصفة.
ضحكةٌ واحدة سرقتني من كل هذا الخراب، لكنها لم تدم.
أما الألم، فقد أتقنَ زيارتي دون موعد، وعلّمني كيف أنام واقفًا كي لا أوقظ خيبتي.
أنظر في المرآة، فلا أرى ملامحي، بل تفاصيل السنين التي خذلتني.
كل تجعيدة فوق وجهي حكاية دفنتها وأنا أبتسم للناس.
الفرح كان زائرًا مهذبًا لا يجيد المكوث، أما الألم فقد صار من أهل البيت.
قليلٌ من الكلمات كفيلة بأن تشعل أملًا، وكثيرةٌ منها تطفئ الروح.
تعلمتُ أن أضحك وسط الجموع، وأبكي عندما أُغلق الباب على وحدتي.
لي قلبٌ يتقن البقاء بعد كل انكسار، لكنه ما عاد يعرف طعم الطمأنينة.
أحببتُ الحياة كما لو أنها ستبادلني الشعور، لكنها كانت تكتب في الظل نهايةً لا أعلمها.
ما تبقى مني اليوم، شظايا حلم قديم، ونبضٌ خافت لا يزال يتمسك بالقليل.
الفرح لحظة، والألم عمرٌ طويل.
كل ندبة على جسدي تحمل اسمًا، وكل اسم قصة لم تُحكَ.
ولأنني تعبت من السرد، قررت أن أعيش في صمتٍ يُشبه الموتى، لكنه أكثر وجعًا.