قصة العمود المشقوق في كنيسة القيامة

كتب : مينا ميلاد أمين
كنيسة القيامةفي القدس، تُعد من أقدس الأماكن المسيحية، حيث يُعتقد أنها بُنيت فوق الجلجثة حيث صُلب ودفن و قام المسيح من بين الأموات. ومنذ القرن الرابع الميلادي، يتوافد المسيحيون من جميع أنحاء العالم للاحتفال بسبت النور، وهو اليوم السابق لعيد القيامة المجيد.
في هذا اليوم تحديدًا، تحدث معجزة ظهور النور المقدس من القبر الشريف — شعلة نورانية لا تحرق، تنبعث من داخل القبر حيث دفن المسيح، ويتم توزيعها على المؤمنين في طقوس مهيبة. هذه المعجزة تحدث سنويًا منذ أكثر من ألف سنة، وتعتبر إحدى علامات تجدد الإيمان بقيامة المسيح.
بداية القصة:
في إحدى السنوات أثناء فترة الحكم العثماني، وتحديدًا في عهد أحد الولاة العثمانيين الذين كان يشككون في صحة هذه المعجزة — رُوي أن هذا الوالي (غالبًا خديوي عثماني أو حاكم محلي) قرر منع دخول المسيحيين الأرثوذكس إلى كنيسة القيامة يوم سبت النور.
كان هدف الحاكم هو إثبات أن النور المقدس خدعة من صنع الكهنة والرهبان داخل الكنيسة، وليؤكد ذلك، أمر بإغلاق أبواب الكنيسة بأقفال حديدية قوية في يوم سبت النور، مانعًا الجميع من الدخول — رجال الدين، الشعب، وحتى الحجاج القادمين من كل أنحاء العالم.
المعجزة تحدث خارج الكنيسة:
مع تجمع الناس في ساحة الكنيسة، وهم يحملون الشموع وينتظرون المعجزة بقلوب مملوءة بالإيمان، وقعت الحادثة العجيبة:
فجأة وأمام أعين الجميع، خرج النور المقدس من داخل الكنيسة رغم أن الأبواب كانت مغلقة بإحكام، وانطلق شعاع نور قوي خارجها ليشق أحد الأعمدة الرخامية الضخمة قرب المدخل شقًا طوليًا عميقًا.
خرج النور من داخل هذا الشق، ليُضيء الشموع التي كان يحملها المؤمنون المنتظرون خارج الكنيسة، في مشهد وصفه الناس آنذاك بأنه أشبه بظهور سماوي معجز.
بهذا، أثبت النور المقدس قوته وسره الإلهي، وأعلن انتصاره على الشكوك والقيود التي حاولت منعه.
أثر الحادثة:
الشق لا يزال موجودًا حتى يومنا هذا في العمود الرخامي خارج الكنيسة، كشاهد مادي على هذه المعجزة، يُمكن لأي زائر رؤيته ولمسه.
كما أن الحادثة زادت من إيمان المسيحيين الأرثوذكس وتعلقهم بهذه المعجزة، وأكدت أن نور القيامة لا يمكن أن يُحاصر أو يُحبس، فهو تجلٍ لقوة المسيح القائم من الموت.
هذه الحادثة بيوم محدد، لكنها تُنسب تقليديًا إلى القرن الـ16 أو الـ17 أثناء الحكم العثماني لمدينة القدس، وهو العصر الذي كانت فيه العلاقات بين السلطات العثمانية والطوائف المسيحية أحيانًا يشوبها التوتر.
منذ ذلك اليوم، وحتى اليوم، يتردد الزوار والحجاج إلى كنيسة القيامة لرؤية العمود المشقوق ولمس أثر المعجزة، والتأكيد على الإيمان بأن:
المسيح قام! بالحقيقة قام