قراءة نقدية عن سلسلة روحاني للكاتب د. أحمد عماد
بقلم الكاتبة والناقدة منى عبد اللطيف
من أين تأتي الخطية؟
أمن النفس أم إنه المجتمع ما يدفعنا دفعا إليها؟
فتُرى ماذا يحدث حين تتبدل الأدوار ويصبح الإنسان هو المشاهد لمسرحيته الحياتية الخاصة؟
حين يصير بطل الحكاية محض عروس ماريونيت تحركها الخيوط، وتتملكه حيرة البحث عن المحرك الذي لا يدرك أهو القدر، أم إنه شيء آخر متربص في الخفاء يبدل الرقع ويتلاعب بالخيوط ويعصف بالبيادق، وتتمزق أنت بين هذا وذاك ولا يبقى أمامك سوى الصمود ومجابهة ما لا تدرك، فلا مجال للهرب وأوصدت أبواب التراجع…
وتبقى أنت عزيزي القارئ لا تملك سوى اللهاث بين الصفحات والاحتراق طلبًا للمزيد…
فحين يتضافر الواقع بالخيال، وينبع منطقك من اللامنطق، وتتوه بين أبواب اللاوعي بمنتهى الوعي فأعلم أنك تبحر في شرك الروحاني أحمد عماد الدين الذي صاغه باحترافية تسبق عمره الأدبي.. داخل سلسلته روحاني التي خطها بالفصحى سردًا والعامية حوارًا ليعكس طبائع وتباين بيئات شخصياته المختلفة تمامًا ليس فقط فيما بينهم إنما فيما بين أنفسهم فلكل منهم عدة وجوه تفضحها المواقف، في البداية قد تعتقد أنهم محض بشر عاديون إنما وحين تتوغل في سرائرهم وتخوض مغامراتهم تجدهم أكثر من ذلك…
وتتسائل عن سيتو ذلك الكيان العجيب فلا تدري أهو شيطان أم ملاك أم حجاب يحيل بين الحقيقة وصاحبه!
فتُرى ماذا يكون، ومن هي الفرعونة؟
ويبقى الأهم وهي مسألة تعددية الآلهة المصرية القديمة هل تعني وثنيتهم أم إنهم كانوا موحدين وما تلك الآلهة إلا تجليات لقدرات الخالق الأوحد،
هل تمثلت تلك التجليات يوما في شخوص، أم إنها قدرات روحانية توهب للأنقياء وإن لوثت الدنيا ثوب الروح؟
لكن تبقى السريرة كما هي ويبقى الخيط وإن ندر الوصال، ولا تيأس من التجلي الذي يبزغ في أحلك الأزمات معلنا عن أزليته، وحكايات وراء الحكاية، وسر غامض نسعى مع أبطال السلسلة لاكتشافه في إطار من الرعب والفانتازيا والمتاهات العقلية والمعارك الدموية ولمحات مشتعلة من المجون والجنون…
وربما فاجأني الكاتب وأنا التي أميل للوصف أكثر من الحوار لأجده يباغتني بحوار كان كمرآة كاشفة واصفة ورتم سريع شيق لم يمكنني من ترك العددين إلا بعد الانتهاء منهما.
وختامًا، خالص مودتي وتقديري لشخصك دكتور أحمد عماد ولعملك الرائع وسعة صدرك أمام ملاحظاتي وقت مناقشتنا وتوضيح الكثير من الأمور والأسرار التي حمستني للأعداد القادمة،
نصيحتي التي قلتها لك وأعيدها عليك الآن هي كتابة أكثر من عدد في السنة الواحدة فعدد واحد لن يكفي قراءك وأنا الآن منهم…
