عندما نقضت قريش عهدها مع رسول الله
عندما نقضت قريش عهدها مع رسول الله
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 22 أكتوبر 2024
عندما نقضت قريش عهدها مع رسول الله
الحمد لله مُعين الصابرين، أحمده سبحانه يكشف الهم ويزيل الغم عن المكروبين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، سيد الصابرين وإمام المتقين، اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد عندما نقضت قريش عهدها مع رسول الله صلي الله عليه وسلم مع صلح الحديبية والمعاهدة التي أقاموها سويا واتفقوا عليها، فقد أدركت قريش خطأها، أنها نقضت العهد وخفرت الذمة، فلما أدركت الخطأ بعد فوات الأوان، أرسلت أبا سفيان بن حرب وهو سيد الحرب وقائد الميدان إلى النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، فقد أرسلته ليعيد للعقد الذي أهدرت كرامته، ليعيد إليه قوته وحرمته، وليعتذر لرسول الله صلى الله عليه وسلم عما بدر من قريش، إلا أن الأوان قد فات وإنتهى.
فذهب أبو سفيان إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم شيئا، فترك أبو سفيان الحبيب صلى الله عليه وسلم وذهب إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه ليشفع له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الصديق والله ما أنا بفاعل، فترك أبو سفيان أبا بكر وذهب إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليشفع له عند رسول الله، فقال عمر أنا أشفع لكم عند رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لو لم أجد إلا الذر لجاهدتكم به، فترك أبو سفيان عمر رضي الله عنه وذهب إلى الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال يا علي أنت أكثر الناس صلة بي ورحما لي، فاشفع لي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال علي رضي الله عنه ويحك يا أبا سفيان والله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عزم على أمر ما نستطيع أن نكلمه فيه، إرجع.
فرجع أبو سفيان يجر أذيال الخيبة والفشل، وعلم يقينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عزم على أمر وسوف يباغتهم في مكة في أي لحظة من لحظات الليل أو النهار، وقيد الرعب أم القرى، وعلمت مكة أنها قد أخطأت خطأً كبيرا في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهنا أمر النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم الناس بالجهاز، وبإعداد العدة للجهاد في سبيل الله تعالي وللخروج للغزو، إلا أنه لم يخبر أحدا أين سيكون المسير اليوم، حتى أن الصديق دخل على ابنته السيدة عائشة رضي الله عنها، فرآها تعد الجهاز لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها أي بنية هل أمركن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتجهيزه؟ قالت نعم، فقال الصديق فإلى أين ترينه يريد، قالت والله ما أدري.
ولما تجمع الناس وإستنفر الرسول صلى الله عليه وسلم الناس جميعا والمسلمين خارج حدود المدينة المنورة، وتجمع في المدينة عشرة آلاف رجل موحد لله عز وجل، فهم عشرة آلاف موحد بقيادة من؟ بقيادة سيد القادة وإمام الهدى محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وهنا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم القوم أنه سائر إلى مكة شرفها الله، وأمرهم أمرا جازما أن يكتموا الخبر وأن ينطلقوا في سرّية تامة، وبالفعل إنطلق المسلمون ينفذون أوامر النبي صلى الله عليه وسلم بمنتهى الدقة، حتى أنه قد ورد في حديث ضعيف أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا الله، وقال “اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها”.
عندما نقضت قريش عهدها مع رسول الله
تابعنا على جوجل نيوز