أشعار وقصائد

عمر ماهر يكتب “علمونا غلط”… قصة الظلم من جانبين

عمر ماهر يكتب “علمونا غلط”… قصة الظلم من جانبينعمر ماهر يكتب "علمونا غلط"... قصة الظلم من جانبين 

 

مقالات ذات صلة

الحياة مليئة بالمثل الشائعة والحكم المأثورة التي يتم تداولها بين الناس، وغالبًا ما يتم توجيهها للشباب والفتيات لتوجيه سلوكهم واختياراتهم في الحياة العاطفية. ومن بين هذه المثل الشائعة التي يتم تداولها، نجد “للشاب خد اللي تحبك ومتأخذش اللي تحبها”، و”للبنت خدي اللي يحبك متخديش اللي انتي بتحبيه”. ومع ذلك، يجب أن ندرك أن هذه المثل الشائعة تحمل في طياتها ظلمًا من جانبين.

 

عندما يُقال للشاب “خد اللي تحبك ومتأخذش اللي تحبها”، يتم تشجيعه على اتخاذ قراراته العاطفية بناءً على مشاعر الآخرين تجاهه، بغض النظر عما إذا كانت هذه المشاعر تتوافق مع مشاعره ورغباته الحقيقية. يعلم الشاب أنه يجب عليه أن يكون الشخص الذي يتم اختياره، بدلاً من أن يكون هو الشخص الذي يختار الشريك الذي يجده مناسبًا له. هذا يؤدي إلى تكرار الأنماط العاطفية الغير صحية وفقدان الذات.

 

ومن ناحية البنات، عندما يُقال لهن “خدي اللي يحبك متخديش اللي انتي بتحبيه”، يتم تشجيعهن على تجاهل رغباتهن واحتياجاتهن العاطفية الخاصة، والتنازل عن الشريك الذي يشعرن بتوافق عاطفي معه. يُعلم البنات أنهن يجب أن يكونن الشخص الذي يتم اختياره، بدلاً من أن يكونن الشخص الذي يختارن الشريك الذين يجدنهم مناسبين لهن. هذا يؤدي إلى عدم الرضا العاطفي وعدم الاستقرار في العلاقات.

 

إن الظلم الذي يتعرض له الشباب والفتيات في سياق هذه المثل الشائعة يكمن في تجاهل حقهم في الاختيار والتوافق العاطفي. يجب أن نعلم الشباب والفتيات أنه ليس هناك طريقة واحدة صحيحة لاختيار شريك الحياة، وأنهم لديهم الحق في أن يكونوا مع الشخص الذي يحبونه ويشعرون بالارتياح معه.

 

بدلاً من ذلى ذلك، يجب أن نعلم الشباب والفتيات أنه من الضروري أن يكون هناك توافق عاطفي واحترام متبادل في العلاقة، بغض النظر عن المشورة التقليدية التي تشجعهم على الاستسلام لمشاعر الآخرين. يجب أن يعتبروا رغباتهم واحتياجاتهم الشخصية وأن يعتمدوا على حدسهم ومشاعرهم عند اتخاذ القرارات العاطفية.

 

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نتجنب تشجيع الشباب والفتيات على التضحية بأنفسهم وتجاهل حقوقهم العاطفية. يجب أن يتم تعزيز ثقتهم في اتخاذ القرارات الصحيحة لحياتهم العاطفية وأن يعرفوا أنه من الضروري أن يكون هناك توازن بين احترام الآخرين واحترام الذات.

 

في النهاية، يجب أن ندرك أن العلاقات الناجحة تبنى على أساس الاحترام المتبادل والتوافق العاطفي. يجب أن يتعلم الشباب والفتيات أنه من حقهم أن يكونوا مع الشريك الذي يحبونه ويشعرون بالارتياح معه، وأنه لا يوجد شيء غلط في ذلك. لذا، دعونا نتخلص من المفاهيم القديمة التي تنم عن الظلم ونعلم الشباب والفتيات أنهم يستحقون السعادة والتوافق العاطفي في حياتهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار