عليكم بمعونة الناس والرفق بهم

عليكم بمعونة الناس والرفق بهم
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الأحد الموافق 8 سبتمبر 2023
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وإمتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه سبحانه وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه أما بعد، روي عن عروة بن الزبيرعن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه وكان يقسم لكل امرأة منهن يومها وليلتها غير أن سودة بنت زمعة وهبت يومها وليلتها لعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تبتغي بذلك رضا رسول الله صلى الله عليه وسلم ” رواه البخاري، وعن عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال يا معشر النساء تصدقن وأكثرن الإستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار فقالت امرأة منهن جزلة وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار؟
قال تكثرن اللعن وتكفرن العشير وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن قالت يا رسول الله وما نقصان العقل والدين؟ قال أما نقصان العقل فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل فهذا نقصان العقل وتمكث الليالي ما تصلي وتفطر في رمضان فهذا نقصان الدين ” رواه مسلم، وقال صلى الله عليه وسلم ” فمن يسر على معسر يسر الله له” فمعونة الناس والرفق بهم، والإحسان إليهم صور عملية تطبيقية من جبر الخواطر، ولا حدود لها من الثواب ولكنها مسببة للفلاح والنجاح، فقد قال تعالى “وافعلوا الخير لعلكم تفلحون” وقال عز وجل ” وتعاونوا على البر والتقوى” وقال صلى الله عليه وسلم “خير الناس أنفعهم للناس” فعندما تجد شخص يائس ويشعر بالفشل وتشجعة وتقول له أنه يستطيع أن ينتصر فأنت بهذا الشكل جبرت بخاطرة.
لذلك فهناك العديد من الأشكال لجبر الخواطر، ومن يقوم بجبر خواطر الناس هو شخص ذو قلب أبيض في زمن قل فيه هؤلاء الأشخاص وقد كان النبي المصطفي صلي الله عليه وسلم يجبر بخواطر الناس، فقد كانت هناك إمرأة عجوز، كانت تريد أن تصلي خلف النبي صلي الله عليه وسلم ولا تستطيع الذهاب الي الجامع، فذهب اليها النبي صلي الله عليه وسلم مع خادمة وصلي بها في بيتها، وإن كسر الخاطر قد تراة شئ بسيط ولكنه قد يحول حياة شخص كامل ويدمرها، فمثلا شخص رسم رسمة وهو مبتدئ في الرسم وتلك الرسمة كانت بسيطة وليست رائعة فإذا قلت له أن رسمه سئ وأنه غير موهوب قد يترك الرسم ويبتعد عنه لأنك كسرت بخاطرة ولكن إذا جبرت بخاطرة وشجعتة وأعطيتة بعد النصائح قد يطور من نفسة ويصبح فنان موهوب.
وقيل أن الإمام أحمد بن حنبل كان يدعو دائما لشخص يدعي أبا الهيثم فسأله إبنة من هو أبا الهيثم الذي تدعو له دائما، قال له عندما سُجنت وكنت أتجهز لكي أضرب بالسوط كان هذا الرجل معي في السجن، شدني من ثوبي وقال لي أتعرفني فقلت له لا فقال أنا أبو الهيثم العيار اللص الطرار، مكتوب في ديوان أمير المؤمنين أني ضُربت ثمانية عشر ألف سوط وصبرت علي هذا من أجل الدنيا ومتعتها، فاصبر أنت علي السوط من أجل الدين، فكانت تلك الكلمات من أبي الهيثم للإمام أحمد بن حنبل دافع له لكي يصبر علي التعذيب وكلما شعر أنه تعب من كثرة التعذيب، تذكر كلمات أبي الهيثم فكلماتة جبرت بخاطرة طوال سجنة وساعدتة لكي يصبر حتي نصرة الله علي أعدائة، وإن التبرع بالصدقات من أفضل صور جبر الخواطر، وأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قال “اتقوا النار ولو بشق تمرة” فالصدقات لم يقيدها الله سبحانه وتعالى بل تركت لقدرة العبد على الإعطاء.