عصر الفتن

عصر الفتن
بقلم:شيرين محمود خلف
ازدادت الفتن من حولنا كثيرا والماسك علي دينه كالماسك علي جمرة من نار
فتن السلطة
كل من في منصب ويستغله بأي طريقة لا ترضي الله سواء بنهب أو سرقة أو تزوير أو عدم عدل بين الناس أو تغليب للمصالح الشخصية علي مصلحة العمل أو الشحناء والبغضاء والخطط والمؤامرات أو الصراعات بين أصحاب العمل سواء رؤساء أو مرؤسين والتودد إليهم بالهدايا ونسوا (وقفوهم إنهم مسئولون ) (الصافات٢٤)
فتن الأزواج والأولاد
عدم مراعاة الله في التربية وإهمال تقويمهم وانعكاس الأزمة الاقتصادية علي المنازل لمحاولة توفير متطلبات الحياة وشئون المنزل مما ينعكس علي الدفء العائلي وقلة لغة الحوار بينهم أو اللهي عن ذكر الله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَّكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ . إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْرًا لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )(التغابن ١٦:١٤)
فتن العلاقات الشخصية مع الأصحاب أو الجيران أو زملاء العمل
فيحدث بينهم خلافات تكشف وتعكس ما بداخل كل واحد وما تنعكس منه التربية والقيم والمباديء في زمن طغت فيه المصالح عن الحق والعدل فمن نصادق ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)(الزخرف ٦٧)
فقلة نادرة هي من تراعي الله وتتقيه في معاملاتها
فمنهم الكاذب ومنهم المخادع ومنهم الثرثار ومنهم النمام ومنهم من يضمر عكس ما يبطن ومنهم من يريد أن يعرف أدق التفاصيل والتدخل فيما لا يعنيه ومنهم من يتودد لك ويضمر كل غل و حقد ومنهم الحسود ومنهم الحقود فالأفضل في هذا الزمن تسطيح العلاقات وابعد ولا تقترب
فتنة المال
والتي تناولتها سورة الكهف قصة أصحاب الجنتين
وكيفية اكتساب المال ومراعاة الحلال والحرام فهل يكتسب المال بطريقة مشروعة أم عن طريق النصب والاحتيال والغش والسرقة
(الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا ۗ وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا ۚ فَمَن جَاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّهِ فَانتَهَىٰ فَلَهُ مَا سَلَفَ وَأَمْرُهُ إِلَى اللَّهِ ۖ وَمَنْ عَادَ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقره ٢٧٥)
فتنة الصحة والمرض
وموقف الأزواج والأبناء عند مرض أحدهم أو مرض الآباء والأمهات وتقديم المساعدة والمبادرة بالذهاب الي الطبيب تقديم الدعم وصبر الإنسان واحتساب الأجر عند الله والصبر عليه كما صبر أيوب عليه السلام ارْكُضْ بِرِجْلِكَ ۖ هَٰذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (ص ٢٤)
فتظهر الناس علي حقيقتها فإذا أحببنا الشخص قلنا رفع درجات أما إذا كرهناه قلنا إنه من سيئاته وهنا تنعكس نفوس البشر
فتنة الظهور وحب الشهرة
بأي طريقة واللجوء لطرق غير أخلاقية واكتساب المال السريع وبرامج تكشف عورات البيوت ولا هدف منها ولا مبدأ ولا استفاده وتصدير التفاهات والهيافات وعدم دعم الأخلاق والمباديء والدين
أُولَٰئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَىٰ فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (البقرة ١٦ )
فتنه الثقة ورسوخ المباديء والمعتقدات
من يرسخ إيمانه ترسخ ثوابته ومعتقداته لا يزعزها شيء ولا يجري وينجرف مع الريح كلنا لنا زلات وسقطات لكن للإنسان أن يقع وأن ينهض بعقيده راسخه وإيمان لا يتزعزع فالإيمان (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ﴾(الزخرف ٤٣)
ونسأل الله أن يشرح صدورنا دائما
أَ(فَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَىٰ نُورٍ مِّن رَّبِّهِ ۚ فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ)
ونتذكر الآيه الكريمة وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً} (الفرقان:٢٠) ونستشعر اسم الله البصير فهو بصير بما يفعل كل إنسان
ونستشعر أن الفتن تكون في الخير والشر واستشعار النعم وفي العطاء والمنع
(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ )(الأنبياء ٣٥)
وندعو دائما بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم
( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب جهنم ومن فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيخ الدجال)
سبيل النجاة
قلتُ يا رسولَ اللهِ ما النَّجاةُ قال أمسِكْ عليكَ لسانَكَ، وليسعْكَ بيتُك، وابكِ على خطيئتِكَ
شيرين محمود عبد العزيز خلف
معلم خبير بالازهر الشريف