مقالات

صدق إعتماد القلب على الله 

صدق إعتماد القلب على الله

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

صدق إعتماد القلب على الله ، الحمد لله الذي أرسل رسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، والشكر له على ما أولانا من واسع كرمه وفضله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له هدى من هدى بفضله، وأضل من أضل بحكمته وعدله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المصطفى من جميع خلقه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وصحبته، وسلم تسليما ثم أما بعد لقد كانت الهجرة النبوية الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة إنطلاقة جديدة لبناء الدولة الإسلامية وإعزازا لدين الله سبحانه وتعالى وفاتحة خير ونصر وبركة على الإسلام والمسلمين، لذا فإن دروس الهجرة الشريفة لا تنتهي ولا ينقطع مداها، فمن هذه الدروس والعبر هو أن المؤمن يحسن التوكل على الله تعالى، وحسن التوكل على الله سبحانه وتعالى.

 

يعني صدق إعتماد القلب على الله عز وجل في دفع المضار وجاب المنافع، وتحقيق الإيمان بأنه لا يعطي إلا الله ولا يمنع إلا الله ولا يضر ولا ينفع سواه، حيث قال الله تعالى ” ومن يتقي الله يجعل له مخرجا ” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لو أنكم توكلتم على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا” رواه أحمد، ويقول داود بن سليمان رحمه الله “يستدل على تقوى المؤمن بثلاث، حسن التوكل فيما لم ينل، وحسن الرضا فيما قد نال، وحسن الصبر فيما قد فات” ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلة الهجرة الشريفة متوكلا على ربه واثقا بنصره يعلم أن الله كافيه وحسبه ومع هذا كله لم يكن صلى الله عليه وسلم بالمتهاون المتواكل الذي يأتي الأمور على غير وجهها.

 

بل إنه أعد خطة محكمة ثم قام بتنفيذها بكل سرية وإتقان، فالقائد هو رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم، والمساعد هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه، والفدائي وهو الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والتموين هي السيدة أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها، والإستخبارات هو عبد الله بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، والتغطية وتعمية العدو هو عامر بن فهيرة راعي الغنم لأبي بكر الصديق، ودليل الرحلة هو عبد الله بن أريقط، والمكان المؤقت هو غار ثور وموعد الانطلاق بعد ثلاثة أيام، وخط السير هو الطريق الساحلي، وهذا كله شاهد على عبقريته وحكمته صلى الله عليه وسلم وفيه دعوة للأمة إلى أن تحذو حذوه في حسن التخطيط والتدبير وإتقان العمل واتخاذ أفضل الأسباب.

 

مع الاعتماد على الله سبحانه وتعالي مسبب الأسباب أولا وأخرا، وكما أن من دروس الهجرة الشريفة هو أن الصبر واليقين طريق النصر والتمكين، وأن أصحاب الرسالات في هذه الحياة لا بد أن تواجههم المصاعب والمتاعب والمحن والإبتلاءات، فبعد سنوات من الإضطهاد والإبتلاء قضاها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بمكة يهيأ الله تعالى لهم طيبة الطيبة ويقذف الإيمان في قلوب الأنصار، ليبدأ مسلسل النصر والتمكين لأهل الصبر واليقين، وإن طريق الدعوة إلى الله تعالي شاق محفوف بالمكاره والأذى، لكن من صبر ظفر ومن ثبت انتصر، ولقد ثبت النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه على أذى قريش وكان النبي صل الله عليه وسلم يطمأنهم بأن النصر قادم.

صدق إعتماد القلب على الله 

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار