شياطين في ثياب المصلحين

شياطين في ثياب المصلحين
أحمد قنديل يكتب
هناك فاسدين داخل المجتمع بإجماع جميع الآراء، وانتهازيين بثبوت جميع الادلة والبراهين ، يتسللون ويقدمون أنفسهم فى ثياب الناصحين المخلصين ، وهم من شياطين الأنس ، وشركاء ابليس ، عادة ما نراهم بقناع الفضيلة ، والإصلاح ، يتحدثون بلسان كل الأجناس في كل مقام ومقال ، ويتصدرون مشاهد العطف ، والحنان ، والاشفاق على عامة الشعب.
يراءون الناس ليس إلا ، فهم لا يفعلون الخير إلا أمام أعين الناس ، وعدسات التصوير ، وهم فصيلين ، فصيل فاسد ، وفصيل مفسد ، والفرق بين هذا وذاك معلوم للجميع ،فالفصيل الفاسد يرى الجميع فسدة مثله ، ويسعى دوما إلى تبرئة نفسه ليظهر بالمظهر اللائق مستغلاً ميادين محاربة الفساد استغلالاً سلبياً ، ويتظاهر بأنه البطل المخلص ، أما الفصيل الأخر يحاول جاهداً إفساد كل ما يراه جميلاً بنازع شيطاني ضد بنو الإنسان
هذه الآية بها دلالة واضحة على ما يفعله هؤلاء من قلب الحقائق ، واستغلال ثقافاتهم ومهاراتهم في الإقناع ، وتقمص وجه الفضيلة ، إذ قال تعالى في كتابه العزيز
{وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} صدق الله العظيم
هكذا ضلل إبليس عليه من الله تعالى مايستحق أدم وحواء عليهما السلام ، إذ يستخدم هؤلاء ظاهر الحديث الطيب لتنفيذ بواطن الأمور التي إذا ماظهرت حقيقة عواقبها لفاعلها ما أقدم على فعلها ، ولكنهم يصدرون للناس أنهم يريدون الخير لهم ولمجتمعاتهم
لكنهم في الحقيقة هم الفاسدون ، والمفسدون ولكن لا يشعرون ، تراهم يأكلون الربا وينعتون أهله ، مرتشين ويحاربون الفسدة ، يتوسطون ويناهضون المحسوبية
محتالون ويحاربون ” المستريحين ” ، بخلاء ويأمرون بالمعروف ، عرابيد وينهون عن المنكر ، يراءون الناس ويمنعون المعاون ، يأكلون أموال اليتامى وينادون بالعدل
يبخسون الناس ويتبنون القسطاس .
قس على ذلك في كل الامور .
ويرجع سبب ظهور هذه النماذج الضارة في المجتمع أحياناً إلى إحساسهم الدائم أنهم أقل ممن حولهم
لابد وأن تكون محاربة الفساد المجتمعي من أشخاص نظيفون لا تشوبهم شائبة فهؤلاء هم من قال الله تعالى عنهم .
“يأمرون الناس بالمعروف وينسون أنفسهم” صدق الله العظيم
مثلهم كمثل إخوة يوسف عليه السلام، لبسوا لباس المصلحين ليبلغوا مرادهم من أخيهم عندما مكروا مكرَهم، وعزموا على أن يجعلوه في غيابة الجُبِّ، فما كان منهم إلا أن قالوا :- ” يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ”
أرأيتم قالوا إنا له لناصحون ، اتخذوا سبيل النصح مسلكا ليصلوا إلى ما ثولت لهم أنفسهم
ولكننا لا نستطيع أن نصبر صبر “يعقوب” على فراق “يوسف “
عليهما وعلى نبينا وسائر أنبياء الله ورسله السلام
وأخيراً لابد وأن يضع الناس مسافة بينهم وبينهما حتى نتمكن من التخلص منهم بعلاقات أكثر قيمة.
وألا نثق بهم علي الإطلاق فهم أبطال من ورق