حوادث

شهداء لقمة العيش: ضحايا التنقيب عن الذهب في طريق إدفو مرسى علم

شهداء لقمة العيش: ضحايا التنقيب عن الذهب في طريق إدفو مرسى علم

كتب شريف عبد الجليل. أسوان

في أعماق صحراء منطقة إدفو مرسى علم بمحافظة أسوان، تسكن قصص الألم والمعاناة، وتُروى مآسي رجال دفعهم الفقر والحاجة إلى طرق محفوفة بالمخاطر بحثًا عن لقمة العيش. هناك، حيث تغيب الدولة أحيانًا ويغيب الأمل أحيانًا أكثر، تتكرر حوادث مأساوية لعمال ينقبون عن الذهب في مناجم غير رسمية، لا يحملون إلا أدوات بسيطة وأحلام كبيرة.

 

شهدت المنطقة خلال السنوات الأخيرة العديد من الحوادث المميتة، حيث لقي عدد من الشباب حتفهم نتيجة انهيارات صخرية، أو اختناقات داخل آبار التنقيب العشوائي، أو حوادث مرورية أثناء تنقلهم في ظروف غير آمنة. ورغم خطورة هذه الأعمال، يظل الأمل في العثور على قطعة ذهب كفيلًا بدفع البعض إلى المجازفة بحياتهم.

 

أغلب الضحايا من شباب القرى الفقيرة، الذين لا يملكون فرص عمل ثابتة، فيلجأون إلى “التنقيب الشعبي” عن الذهب، في غياب إشراف رسمي أو تدابير أمان. وتتحول هذه الرحلات غالبًا من سعي مشروع وراء الرزق إلى مآتم جماعية.

 

ورغم الجهود التي تبذلها الدولة لتقنين التنقيب وإدخال شركات مرخصة، إلا أن الواقع على الأرض يشير إلى ضرورة بذل المزيد من الجهود لحماية هؤلاء الباحثين عن الحياة، وفتح آفاق بديلة وآمنة للرزق الكريم.

 

إن شهداء لقمة العيش في قري إدفو ليسوا مجرد أرقام في سجلات الحوادث، بل هم رمز لمأساة إنسانية تتطلب وقفة جادة، تبدأ من دعم الفقراء وتوفير البدائل، ولا تنتهي إلا حين يصبح الرزق الآمن حقًا لا مخاطرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار