أدب

شموع عيد الميلاد

شموع عيد الميلاد H3

   شموع عيد الميلاد
هاهي الايام تسرق منا العمر بلا وجل تأخذنا في رحابها القاسيه.
تتركنا نبتسم فرحاً أحياناً
وتشعرنا بالألم تارةً أخرى
تراودنا كحسناء يسحرنا جمالها وحين نظن أننا امتلكناها تصفعنا بقسوة لامثيل لها.
وبين الصعود والهبوط المستمر تقتلنا جبال اليأس السوداء وتحيينا أحلام الأمل المزهرية
واليوم حل عيد ميلادي
جهزت كعكعتي المعتادة بلونين زينتها بالأبيض والأسود واستعدت من ذاكرتي بعض الشموع أوقدها من جديد لعلها تذكرني أين كنت؟
أواه من شمعة البهجة والبراءة.
طفل يلهو لا تشغله أفكار الفلاسفة الحكماء
أتصرف بعفوية أحاول أن أمسك الفراشات أخطئ وأحتمي بحضن أمي ملاذي وملجأي.
أفعل ما أريد دون أن أدرك عواقبه لاتشغلني الحسابات المنطقية.
سأضع شمعتي الأولى في كعكتي.
ما أجملها شمعتي الشقية المزهرة.
قوه الشباب المنفلتة الثائرة الدفاع المميت عن المعتقدات والثورة على الأفكار القديمة
الحنين إلى التحرر والعامة والإستقلال
الرغبة الملحة في عالم عادل.
يالها من أيام رائعة وأنت تؤمن بالحرية سأجعلها تجاور أختها في هدوء ماهذه الشمعة الشاردة خلف الظلال.
يالكي من حكايات لاتنتهي.
أواه من قلب مغرم بالحياة يؤمن بالحب في زمن اللا معقول ويمضي حاملاً قلب تواق إلى الهوى.
يصنع منه أحلام وردية
تنثر أريجها على كل شيء فتحيل الحياة إلى رغبة وإشتياق.
ما أجملك شمعتي وأنتِ في اللون الأسود يضئ بهاكِ ظلام البائسين.
كثيرة هي شمعاتي التي أود ان أضعها.
سأكتفي بأخرى من كل مالدي الشمعه التي صارت معي إلى النهاية حين تظن أنك حصلت على كل ماتتمناه وأنك بلغت خطوط النهايه وتتعلق عيونك لتجد أنك مازلت في بداية الطريق تبهرك الأضواء المبهجة فتري أشياء لاتوجد أصلاً
وحين تفيق تكتشف مدي جهلك.
ماكنت تظنه السعادة ماهو إلا لحظة عابرة
وماتحسبه منتهى الألم يرحل مسرعاً.
كل الأشياء تعاود كرتها بشكل مختلفرتتشابه الأماكن والأزمنة مرة أخرى لكن أنت فقط من تتغير تتمثل في مخيلتك الحقائق من جديد وتدرك أن لكل شيء نهاية مهما طال وأنك راحل الآن وربما بعد قليل.
لكنك راحل راحل مهما طال أمدك وأن كل ماكان يشغل فكرك تاركه لا محالة.
هكذا أوقدت شموعي الكثيرة في كعكتي ذات اللونين ولم يتبقى لي سوي كلمتين يمكنني أن أزين بهما كعكتي
العمر لحظه

آمل حين تأتي نهايتها أن
أكون قد أحسنت عيشها.
وحين أذهب إلى العالم الحقيقي تسبقني شموعي وهي تخبرني بأني أدركت السعاده الأبديه.

مقالات ذات صلة

بقلم/ محسن الواثق

شموع عيد الميلاد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
    آخر الأخبار