مقالات

سنريهم آياتنا فى الآفاق بقلم / محمـــد الدكـــروري

سنريهم آياتنا فى الآفاق
بقلم / محمـــد الدكـــروريسنريهم آياتنا فى الآفاق بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الجمعة الموافق 9 فبراير 2024

الحمد لله، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك، وسبحانه أكبره تكبيرا، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأزواجه وذريته الطيبين، وخلفائه والتابعين له بإحسان له إلى يوم الدين، ثم أما بعد لقد جاءت السنة النبوية المشرفة لبيان ما جاء في القرآن الكريم من تشريعات وآداب، فتوضح المنهج الإسلامي المتكامل، بالإضافة إلى استنباط الأساليب التربوية التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع أصحابه وأسرته وأهله، ومراعاته لجميع فئات المجتمع، كالطفل والرجل والمرأة والكبير وغير ذلك، وأيضا من المصادر هو هدي الصحابة والتابعين، حيث أن الصحابة رضي الله عنهم تعلموا من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وأخذوا منه، وكانوا يطبقون القرآن فور نزوله.

فجاء عنهم، كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نجاوز السورة من القرآن حتى نحفظها ونعمل بها، ومن شدة تأثير القرآن في تربيتهم أنه أغناهم عن الشعر، وأخبار العرب، وعن الكهانة، فعلموا غيرهم من التابعين، وكذلك فإن للتربيّة الإسلامية العديد من الميادين، وتتمثل هذه الميادين في قول الله تعالى ” هو الذى بعث فى الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفى ضلال مبين” ومن هذه الميادين هو تلاوة الآيات، حيث يعزز هذا الميدان ولاء المسلم لدينه، وإظهاره في القول والعمل، من خلال دراسة معجزات الأنبياء، وتاريخ الإنسان، والسنن الكونية، والعلوم والاختراعات العلمية، لقول الله تعالى ” سنريهم آياتنا فى الآفاق وفى أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق”

وإن الاحترام هو أحد الفضائل والقيم الحميدة التي يلتزم بها الإنسان، بحيث يقدّم التقدير والعناية والالتزام تجاه شخص أو شيء أو قيمة ما، وهذه الفضيلة هي إحدى أهم القيم التي أولى لها الإسلام عناية خاصة وأعطاها مكانة كبيرة، وقد ظهرت هذه القيمة في العديد من المواقف في تاريخنا الإسلامي، ومن ذلك مخاطبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم لملك الروم حين أرسل إليه رسالة يدعوه بها إلى الدين الإسلامي تبدأ بقوله “من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم” فقد حرص نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم على إنزال الناس منازلهم واحترامهم وتقديرهم، وقد احترم الإسلام الذات، ويُقصد به احترام الصورة الذهنية التي يمتلكها الإنسان عن نفسه، فقد أكد الدين الإسلامي على ضرورة احترام الذات في مواضع كثيرة منها تحريم ارتكاب الذنوب، والسيئات، والمعاصي التي تقلل من احترام الشخص لذاته.

مثل شرب الخمر، وتعاطي المخدرات، وكذلك الزنا، بالإضافة إلى تأكيد الإسلام على ضرورة العناية الشخصية بالشكل، والنظافة، والالتزام بالهندام الحسن، وقد جاءت تشريعات الإسلام تحث على ضرورة حفظ كرامة الإنسان، من خلال التوصية بمعاملة الآخرين أحسن معاملة واحترامهم، وعدم التطاول أو الاعتداء عليهم، وكذلك احترام الوالدين، فقد أكد الإسلام على ضرورة احترام الوالدين والإحسان إليهما والاعتناء بهما، وكذلك احترام المرأة، فقد جاء الإسلام لدحض كل الأفكار التي كانت شائعة عن المرأة آنذاك من أنها مخلوق غير بشري، وأنها مخلوق خُلق لخدمة الرجل، وبأنها مخلوق لا قيمة له يُباع ويُشترى كأي سلعة أخرى، ومن المعروف بأن العرب قديما كانو يئدون البنات وهن على قيد الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار