تحقيقات

سقوط حمص وبعلبك بعد فتح دمشق

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئاتسقوط حمص وبعلبك بعد فتح دمشق أعمالنا، من يهده الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل أبراهيم، إنك حميد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، ثم أما بعد لقد كان سقوط حمص وبعلبك سريعا بعد فتح دمشق، وأصبحت مقاومة الروم لجيوش المسلمين ضعيفة، وبعد فتح دمشق، أو تحديدا أكثر خلال محاصرة حمص قبل فتحها، بدأ هرقل في أواخر سنة ستمائة وخمس وثلاثون ميلادي بحشد كل قواته في منطقة أنطاكية وشمال الشام استعدادا لمعركة حاسمة. 

 

وبعد أن تمركز في مدينة أنطاكية على أطراف الشام الشمالية لإدارة الحرب من هناك، وقد بدأ حركة تجنيد إجباري في كل أنحاء الإمبراطورية البيزنطية، فأرسل الأوامر إلى عماله على الولايات بتجنيد كل رجل بلغ الحلم في الإمبراطورية، ويقول الرواة في وصف الجيوش البيزنطية السائرة إلى معركة اليرموك “فأقبل إليه من الجموع ما لا تحمله الأرض” ولم يكن هرقل يود في البداية خوض المعركة، غير أن أهل الجزيرة وقنسرين وشمال الشام أصروا عليه، فقبل بقتالهم في حال ظهورهم، وإلا عاد إلى القسطنطينية، وولى ماهان قيادة الجيوش، وأعطاه لذلك مائتان ألف درهم، ثم أعطى مائة ألف درهم أخرى لكل قادته، وخطب فيهم قبل المعركة قائلا “يا معشر الروم، إن العرب قد ظهروا على الشام ولم يرضوا بها حتى تعاطوا أقاصي بلادكم.

 

وهم لا يرضون بالأرض والمدائن والبُر والشعير والذهب والفضة حتى يسبوا الأخوات والأمهات والبنات والأزواج ويخذوا الأحرار وأبناء الملوك عبيدا، فامنعوا حريمكم وسلطانكم ودار مملكتم” وكانت لدى المسلمين إستخبارات فعالة وقوية، لذا فقد عرف أبو عبيدة مبكرا بتحركات الروم كلها، وبخطتهم وخطوط سيرهم غير أن قادتهم إختلفوا حول الخطة المناسبة لمواجهة الموقف، وحسب رواية ذكرها الأزدي فقد رأي يزيد بن أبي سفيان رضي الله عنه إدخال النساء والأطفال إلى مدينة حمص، فيما تدور المعركة مع الروم خارج المدينة، غير أن شرحبيل خشي أن يغدر أهل حمص بالمسلمين إن غلبوا، وأن يذبحوا نساءهم وأطفالهم، واقترح لذلك أبو عبيدة إخراج أهل حمص وإدخال المسلمين مكانهم، فإعترض شرحبيل لأن ذلك يخالف شروط الصلح. 

 

وأخيرا طرح ميسرة بن مسروق العبسي الإنسحاب إلى أطراف الشام، وإنتظار التعزيزات من الخليفة، وأجمع الحاضرون على هذا الرأي وإستخدم القائد خالد بن الوليد رضي الله عنه نظاما جديدا يسمى الكراديس، لكن من الجدير بالذكر أن صحة هذه الرواية ليست ثابتة، وقد تكون موضوعة بالكامل، وقيل أنه ضمت جيوش البيزنطيين في معركة اليرموك عرقيات كثيرة، بينها الروس والسلاف والفرنجة والروم والإغريق والجورجيون والأرمن والعرب النصارى، ووزعت قواتهم هذه على خمسة جيوش متساوية الأعداد، وقادتها هم فاهان وهو ملك أرمينيا على رأس جيش أرمني كما أنه القائد العام للجيوش البيزنطية، وقناطير وهو أمير روسي على رأس جيش روسي سلافي، وجبلة بن الأيهم وهو ملك الغساسنة على رأس جيش من نصارى العرب.

 

بالإضافة إلى جريجوري وديرجان على رأس جيشين أوربيين، وليس معروفا على وجه التحديد من كان القائد الأعلى للجيش، فمن الروايات الشائعة أنه كان الملك الأرمني فاهان، غير أن ذلك ليس مؤكدا تماما وربما كان السقلار ثيودور ترثوريوس أحد القادة الأساسيين في الجيش، وربما كان نقيطا بن شاهبراز وجبلة بن الأيهم قائدين ذوي شأن أيضا

FB IMG 1730885955295

تابعنا على جوجل نيوز

قم بمتابعة موقعنا على جوجل نيوز للحصول على اخر الاخبار والمشاركات والتحديثات .. متابعة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
رجوع
واتس اب
تيليجرام
ماسنجر
فايبر
اتصل الآن
آخر الأخبار