سجين الحرية
بقلم/ منى جمال
لماذا أرتعد من لقائك وكأنك ستخذلني من جديد؟
لماذا تعاندني؟ ولماذا أشتاق إليك؟
أريد أن أحدثك عن أشياء كثيرة.
أنت سري وملاذي
لا أحد سواك يفهمني
يجذبني نحوه ويسحب من روحي آلامها
يرسمها سطورًا بمداد الذهب على أوراق بيضاء.
رسائل متناثرة في الهواء
ألتقط منها ما يمكنني
بينما تظل الأخرى بعيدة المنال
كأنها نجوم تتوارى خلف السحب.
ما أقرأه منها أحاول أن أجعله حقيقة ملموسة
ولكني أخشى أن تحوي تلك الرسائل العالقة بين طيات الهواء سر شقائي
أو ربما تحمل بين ثناياها سعادتي التي تأبى أن تهبط إلى أرضي
ليس لدي جناحًا أُحلّق به لأتبع أوراقي المتناثرة في السماء
ولا أملك قوة لجذب الهواء إلى أرضي ليخضع لإرادتي.
أنا لست طامعة في مجد، أو مال، أو تصفيق حاد
بل مكلومة، راضية بما فرضته عليّ الظروف.
كل ما أريده هو معانقة نفسي، لأمنحها الأمان
أُربت عليها، وأعدها بيقين أن ما سيأتي سيكون أفضل حالاً.
أنا لا أسطر نصًا أترجمه، بل أنا السجينة في سجن الحرية
المقيدة بأصفاد من فضة، وسلاسل حول عنقي من ذهب،
تجر رأسي نحو أرض جرداء، شقوقها وديان جافة
هاجرها الماء منذ عقود
وأقلعت سماءها عن المطر.
تابعنا على جوجل نيوز