زمن إنهيار الإمبراطورية البيزنطية
زمن إنهيار الإمبراطورية البيزنطية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله العلي الأعلى، خلق فسوّى، وقدّر فهدى، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الأسماء الحسنى والصفات العُلا، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله نبي الرحمة والهُدى، اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه الأئمة الأبرار النجباء، والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم البعث والنشور والجزاء أما بعد فاتقوا الله عباد الله، حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية التاريخية أن معركة اليرموك وقعت غي السنة الثالثة عشرة من الهجرة، وهناك رأي يقول في السنة الخامسة عشر من الهجرة، بين المسلمين والروم وهي الإمبراطورية البيزنطية، ويعتبرها بعض المؤرخين من أهم المعارك في تاريخ العالم لأنها كانت بداية أول موجة إنتصارات للمسلمين خارج جزيرة العرب.
وآذنت لتقدم الإسلام السريع في بلاد الشام، والمعركة حدثت بعد وفاة الرسول بعامين أو قيل بأربع سنوات، وقد قررت الجيوش الإسلامية الإنسحاب من الجابية بالقرب من دمشق إلى اليرموك بعد تقدم جيش الروم نحوهم. وتولَى خالد بن الوليد رضي الله عنه القيادة العامة للجيش بعد أن تنازل أبوعبيدة بن الجراح رضي الله عنه وكانت قوات جيش المسلمين تعد ست وثلاثون ألف مقاتل، ولقد غزا الفرس الساسانيون منطقة الجزيرة العربية وهي شمال العراق وفي سنة ستمائة وإحدي عشر ميلادي اكتسحوا سوريا ودخلوا الإناضول محتلين مدينة مزاكا القيصرية، وتمكن بعدها هرقلمن إزاحة الفرس من الأناضول، إلا أنه تعرض لهزيمة نكراء عندما قام بهجوم كبير على سوريا ضد الفرس سنة ستمائة وثلاثة عشر ميلادي، وخلال العقود التالية إستطاع الفرس غزو كل من فلسطين ومصر.
وفي هذه الأثناء أعد هرقل العدة لهجوم مضاد وقام بإعادة بناء جيشه، حيث قام هرقل بهجومه أخيرا بعد تسع سنين أي في ستمائة واثنين وعشرين ميلادي، بعد إنتصاراته الحاسمة على الفرس وحلفائها في القوقاز وأرمينيا، وقام هرقل في ستمائة وسبع وعشرون بهجوم شتوي ضد الفرس في منطقة الجزيرة محققا فوزا ساحقا في معركة نينوى، وعلى هذا النحو أصبحت عاصمة الفرس مهددة أيضا، وبسبب الشعورا بالخزي والعار من هذه الهزائم تمت إزاحة كسرى الثاني وقتله في إنقلاب قاده أبنه قباذ الثاني، الذي جنح إلى السلم فورا، حيث وافق على الإنسحاب من جميع الأراضي البيزنطية المحتلة، وأعاد لهرقل الصليب الحقيقي الذي كان يعتقد بأن عيسى عليه السلام قد صُلب عليه ومن ثم تم إرجاعه إلى القدس بإحتفال ملكي مهيب سنة ستمائة وتسع وعشرون ميلادي.
وفي هذه الأثناء كانت تطورات سياسية سريعة تحدث في الجزيرة العربية، حيث كان النبي محمد صلي الله عليه وسلم لا يزال ينشر الإسلام، وبحلول سنة ستمائة وثلاثون ميلادي، كان قد إستطاع بنجاح توحيد معظم الجزيرة العربية تحت سلطة سياسية واحدة، وحين توفي النبي المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم في يونيو سنة ستمائة واثنين وثلاثين ميلادي، بويع الصحابي الجليل أبو بكر الصديق رضي الله عنه خليفة للمسلمين خلفا للرسول الكريم محمد صلي الله عليه وسلم، وبعدما تولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة إنبثقت مشاكل عندما ثارت جهرا العديد من القبائل العربية ضد أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي أعلن الحرب ضد المتمردين والتي عرفت لاحقا بحروب الردة.
تابعنا على جوجل نيوز