– آآهٍ يا أم كلثوم لقد أصبتِ القلب في مقتل.. المقهى هو المكان الوحيد الذي لم تأت معي فيه، ولم تكن لنا ذكرى به ولكنك ذكرتيني بها.
كانت ريما تقول لي دائمًا، المثل الغجري “ابق حيث الغناء فالأشرار لا يغنون”
أجل يا ريما الأشرار لا يغنون، ولكن بعد فراقك من يغنون تشابهوا مع الأشرار، إنهم يرقصون على جراحي المفتوحة.
سحبت نفس من سيجارتي وأنا أفكر.. في الشارع الخلفي أمطرت السماء ذات مرة ونحن معًا
وعانقت دعواتنا السماء سويًا كلما سرت به تذكرت ذلك الموقف، وفي الشارع الذي يليه
قلت لها “أحبك” لأول مرة فكان الشاهد على عهد هوانا، وفي الشارع الذي يقاطعه كسر
كعب حذائها فكانت هي مستاءة لاقصى درجة وكانت ملامحها مثيرة للضحك، فلم أستطع كتمان ضحكاتي مما زادها استياءً وزاد الأمر طرافة وفي كل مكان لنا ذكرى لا تنسى.. مرت خمسة أعوام منذ أن افترقنا وحتى الآن لم أستطع نسيانها.
إنها امرأة خلقت للحب فقط.. امرأة لم تخلق للنسيان، ولا يوجد لها بديل، كل النساء في حضرتها نسخة واحدة مكررة.
كلما تحدث إليَّ أحد أصدقائي عن ذلك الموضوع، يقولون في نهاية حديثهم “يجب عليك أن تنسى”
كيف أنسى وأنا مُحاط بها أيها الأغبياء؟ كيف أنسى روح استوطنتني وتغلغلت في روحي؟!
كلما نسيت أشواطًا تعيدني كلمة كنا نقولها، أو أغنية تبادلناها، أو طريقًا سرنا به يومًا.
انتهت سيجارتي وانتهت أغنية أم كلثوم التي كنت أظن في طفولتي أن أغانيها لا تنتهي
ولم تنته ذكرياتي، أحيانًا يستبد بي الشوق فأقول ليتني لم أفرط في الحب،