رسالة محمد صلى الله عليه وسلم منبع عظمته– الحلقة الاولى
رسالة محمد صلى الله عليه وسلم منبع عظمته-- الحلقة الاولى

بقلم -د- سمير ابراهيم -عضو جمعية المراسلين الاجانب
فى الذكرى العطرة لميلاد سيد الخلق ورسول الانسانية محمدا عليه أفضل الصلاة واتم السلام
نقول أن الكمال الإنسانى أو الانسانية السامية لاتجغل صاحبها نبيا ولا رسولا من عتد الله تعالى ولكنها قد تجعله عبقريا أو مصلحا أو عظيما أو تابغة أو بطلا أو ماشئت من هذه النعوت والاوصاف التى هى أعلى ماتصل إليه الانسانية من خصائص السمو المكسوب والكمال المفطور –
ألا ترى أن محمدا صلى الله عليه وسلم فى سمو إنسانيته قد أختاره الله تعالى لمرتبة من الكمال الروحى فوق هذا السمو الأنسانى هى مرتبة النبوة والرسالة وبقى الصديق مع إتصافه بتلك الصفات التى هى مرتية من مراتب الكمال الاأنسانى وهى من صغات محمدا صلى الله عليه وسلم – بإعتبار إنسانيته بقى إنسانا كاملا –
لك أن تقول إنه عبقرى أو مصلح أو عظيم أو نابغة أو بطل وأنت مطمئن إلى أنط لم تنقص كمال الانسانى ولم تخدش إنسانيته السامية –
ولكنك ‘ذا قلت عن محمد نبى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إنه عبقرى أو مصلح أو عظيم أو نابغة أو بطل وأنت تريد أن تضغع فى مكانه من الكمال الوجودة فى واقع الحياة
وفى مكانة من تاريخ الحياة الإنسانية كنت مجحفا بالحقيقة العليا فى هذا الكما وهى حقيقة النبوة والرسالة التى يمتاز بها النبى والرسول عن سائر الكملة من بنى الانسان –
* ومعاذ الله أن نقول إن إنسانية أبى بكر الصديق رضى الله عنه أو انسانية إنسان ما فى الوجود مهما اتصف بصفات من نعوت الكمال الانسانى يمكن ان تكون فى ميزان واحد مع إنسانية النبى والرسول بل إنسانية الرسول خاتم النبيين محمدا رسول الله للعالمين
* أما بعد مجمد صلى الله عليه وسلم النبوة وتحقق الرسالة فاالأمر أمر النبوة والرسالة ولامدخل للإنسانية السامية إلا على أنها قالب يصب فيه التدبير الالهى الأعلى –
* فعظمة محمد رسول البشرية التى نتحدث عنها فى ذكرى مولدة العطرة هى تلك العظمة النابغة من نبوته ورسالته لأنها هى العظمة التى أهدت إلى الانسانية هذا الانقلاب التاريخى الذى أحدثه الاسلام فى تاريخ الاجتماع الانسانى وفى تاريخ الفكر الانسانى وفى مقومات الحياة الانسانية وفى الاوضاع السياسية والنواميس الخلقية والروابط الاجتماعية والتربية الفردية والوشائج الاجتماعية فى الاسرة والبيت والمدرسة والمسجد والمتجر والحقل والامة والدولة والحاكم والمحكوم والحرب والسلم والحياى والموت والمعاش والمعاد ومقايس الثواب والعقاب وتقويم العاملين وتكافل الجماعة فى التأمر بالمعروف والتناهى عن المنكر والتواصى بالحق والصبر –
* هذا النظام الشامل لكل ماتطلبه الحياة من مقومات تنهض بها الحياة إلى منهى استعداد البشرية الراقى والتقدم والذى تم عقده واستقرت قوانينه التشريعية فى أقل من ربع قرن من الزمان وتوطدت دعائمه وقام بناؤه شامخا ساميا فى دولة مدت جناحيها على المعمور من الارض فى الشرق والعرب فلا أقل من قرن هو المعجزة الكبرى والايه العظمى على أن الرسالة المحمدية رسالة الهية لايد فيها لصنع البشر –